الخميس الاسود ، الشعب و الدولة
سليم الرياحي : كنت اول من كشف مؤامرة الخميس الاسود و رفضت الانقلاب على الرئيس الباجي قايد السبسي
عبد الكريم الزبيدي : لم اكلف احدا للحديث باسمي
محمد الناصر: النظرة المستقبلية لتونس مُغيّبة عن السياسيين اليوم
اثارت مذكرات الرئيس السابق لمجلس نواب الشعب محمد الناصر و التي حملت عنوان «جمهوريتان وتونس واحدة» و التي وردت في 700 صفحة جدلا عارما في الساحة السياسية التونسية و لم تمر السطور التي كتبت عن الخميس الأسود مرور الكرام ، حيث تحدث محمد الناصر عن الاحداث كما عاشها ذات خميس من سنة 2019 .
تعود الاحداث كما يرويها محمد الناصر الى يوم الخميس 27 جوان سنة 2019 ، حينها أصيب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بوعكة صحية استوجبت نقله الى المستشفى العسكري و تزامنا مع الوعكة الصحية جدت عمليتين ارهابيتين في تونس العاصمة تمثلت الأولى في تفجير إرهابي في مدخل المدينة العتيقة باستخدام حزام ناسف استهدف دورية أمنية و استشهد اثرها عون أمن تابع للشرطة البلدية ، و العملية الثانية استهدفت إدارة الشرطة العدلية بالقرجاني و باتت بالفشل بعد تصدي عون الامن للإرهابي .
و تعددت حينها الاقاويل حول صحة الرئيس الباجي قايد السبسي و مدى قدرته على مواصلة العمل ، لتنطلق الاشاعات حول وفاته و تتناقلها المواقع و القنوات الإخبارية ، و بحسب ما يرويه محمد الناصر في كتابه و الذي كان يشكو في تلك الفترة من مشاكل صحية نتيجة ضغوطات العمل تلقى رئيس مجلس نواب الشعب السابق خبر وقوع عملية إرهابية من احد أعوان الامن الرئاسي و تلقى خبر تعرض الريس الباجي قايد السبسي لازمة صحية من وزير الدفاع آنذاك عبد الكريم الزبيدي و الذي حثه على العودة الى البرلمان في اقرب فرصة ، و استجاب محمد الناصر لطلبه و خرجت انباء حينها حول إمكانية حصول انقلاب على رئيس الجمهورية من خلال اعلان الشغور ليتولى رئيس الحكومة يوسف الشاهد بذلك منصب رئيس الجمهورية ، و يقول رئيس البرلمان انه و حين عودته الى البرلمان لاحظ علامات الاستغراب على وجوه بعض النواب و طال الحديث منذ ذلك الحين عن محاولة حركة النهضة الانقلاب على رئيس البرلمان عن طريق استغلال الوعكة الصحية التي تعرض لها محمد الناصر وهو ما يفسر تفاجئ بعض النواب لدى عودته الى المجلس .
هذه الرواية التي تم تداولها آنذاك تحدث عليها الرئيس السابق للبرلمان في مذكراته كما عاشها خلال الفترة التي ترأس فيها مجلس نواب الشعب ، فتفاعل السياسيون معها مجددا بين من اكد الرواية و تحدث عن محاولة يوسف الشاهد و حركة النهضة الانقلاب و السيطرة على مقاليد الحكم ، و بين من نفاها و اعتبرها مجرد اشاعات .
رجل الاعمال و الأمين العام السابق لحركة نداء تونس سليم الرياحي كان اول من علق على مذكرات محمد الناصر و اكد في تدوينة نشرها يوم السبت 27 مارس 2021 صحة "محاولة الانقلاب على الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي " و قال الرياحي انه و حين اكتشافه لمحاولة الانقلاب تقدم بقضية في الغرض فاصبح مستهدفا و خير مغادرة تونس بعد تأليب الشارع ضده حسب تعبيره :" رفضت الممارسات الإنقلابية على السلطة وعلى الرئيس الرّاحل الباجي قايد السبسي، فتفنّنوا في فبركة وتلفيق القضايا ضدّي وألّبو الشارع والرأي العام وأزاحوني من الحكومة ثمّ من الأفريقي ثمّ أُجبرت على الخروج من تونس ...تقدّمتُ بقضية في محاولة الانقلاب، فأُغلق الملفّ بطريقة مشبوهة ومريبة في وقت قياسي (سبعة أيام) وبجرّة قلم " .
و قالت المحامية دليلة مصدق مبارك ان وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي كان يعلم بمحاولة الانقلاب على الرئيس عن طريق المخابرات العسكرية و اشارت في تصريحها لإذاعة موزاييك اف ام بتاريخ 26 مارس 2021 ان النواب الداعمين ليوسف الشاهد )قبل تأسيس كتلة تحيا تونس (و بالتعاون مع حركة النهضة قادوا محاولة الانقلاب لإعلان الشغور الوقتي لمنصب رئيس الجمهورية من اجل تكليف يوسف الشاهد .
و ردا على تصريحات المحامية اكد عبد الكريم الزبيدي في بلاغ نشره يوم امس السبت انه لم يقم بتعيين احد للتحدث باسمه و أوضح الزبيدي في نص البلاغ :" :"لست ممن يختبئ وراء متحدثين بإسمه" ، و لم يقم الزبيدي بالرد حول ما ورد من اخبار حول محاولة الانقلاب و اكتفى بالقول :" كما خبرني التونسيون طيلة سنوات قيامي بالواجب في مسؤوليات حكومية لم أتردد يوما في الاصداع بكلمة الحق، لا حسابات لي سوى مصلحة وطني بالأمس واليوم وغدا".
و لم تتأخر سنية بالشيخ سنية بالشيخ الامينة العامة لحركة تحيا تونس حزب يوسف الشاهد ، عن الرد حول ما ورد في مذكرات محمد الناصر فوصفتها ب :"مجرد استنتاجات و فرضية لا غير " مؤكدة ان يوسف الشاهد كان متواجدا بشارع الحبيب بورقيبة يوم الخميس الأسود نظرا لحصول عملية إرهابية في ذلك اليوم ، و نفى النائب السابق عن كتلة الائتلاف الوطني ثم عن كتلة تحيا تونس محاولة الانقلاب و كتب بتاريخ 26 مارس :" كانت لي اليوم مكالمة هاتفية مع السيد محمد الناصر حول ما جاء بكتابه الصادر حديثا بخصوص إشاعة محاولة انقلاب يوم 7 2 جوان 2019 وقد أوضح لي في الغرض أنه تحدث عن تأويلات وليس عن وقائع مثبتة ومتأكد منها. ولقد استغربت كيف يصدر في عن السيد محمد الناصر رجل الدولة الذي تقلد العديد من والمسؤوليات العليا ومنها رئيس مجلس النواب بعد الثورة وهو الذي يعلم أكثر من غيره أن النواب لا يملكون أية سلطة أو آلية دستورية لمعاينة الشغور وفرض أي تغيير على رأس الدولة اللهم يمكن أن يحدث ذلك في نطاق الخيال في رواية محاصرة مجلس النواب بالدبابات. وما حصل هو مطالبة بعض النواب من مختلف الكتل عقد جلسة عامة طارئة بعد أن شاع نبأ وفاة المرحوم الباجي قايد السبسي الأمر الذي لم تشارك فيه لا كتابة ولا فعلا ككتلة الإئتلاف الوطني حيث لم تكن توجد كتلة تحيا تونس وقتها "
و وسط الاقاويل و الاخذ و الرد لايزال تاريخ 27 جوان 2019 غامضا الى اليوم وسط غياب المعطيات و الشهادات الحقيقية حول ما حصل في ذلك التاريخ ، و عموما و بغض النظر عن صحة محاولة الانقلاب من عدمها ما يحتاجه الشعب التونسي اليوم هو الاستقرار السياسي و الاقتصادي و العيش الكريم ، و التونسي لا تعنيه الشتائم و تبادل التهم التي أصبحت خبزا يوميا للسياسيين و فمن خالف القانون و هدد استقرار الدولة يحاسبه القانون و القضاء ، لكن من سيحاسب من جوع و قضى على أحلام التونسيين ؟
رباب علوي
تعليقك
Commentaires