سياسة المنشار ...

 

العالم يعيش في موجة من التلقلبات  السياسية في كامل أصقاع الكرة الأرضية. أصقاع هي في الأصل كلمة بيزنطية ... لا لا في الواقع هي كلمة علمهالي رئيسنا المفدّى وقتلي أدى القسم أمام مجلس نواب الشعب ... نرجعوا للعالم قبل ما نشوفوا أحوالنا . 

 

الأسبوع إلي فات يظهرلي ما ثماش تونسي ولا تونسية ما تفرجوش في مهرجان المظاهرات اللبنانية . قامت الدنيا في  لبنان بعد ما حكومتهم قررت تعمل أداء على الإتصالات المجانية كيفما واتسب و فايبر و الشعب إلي اكثر من ربعو عايش تحت عتبة الفقر تطرشق و إنطلق في مسيرات شعبية ضخمة تدعو لمحاسبة الفاسدين و القضاء على الفساد و الرشوة.  المسيرات هاذي تحولت لمهرجان : كل يوم تقريبا نقوموا على فيديوات ل ''ديجي ''Dj يلعب في موزيكة من بركون، إمام يشطح على موزيكة فوق المتظاهرين ، طريح مشوي و شيشة و دبكة لبنانية  و هذا ما خلى حتى بعض الوكالات السياحية تسوق في لبنان  بالجوّ الي في مسيراتو. و المسيرات  الشعبية نجحت في إنها تعاود تعيد الحياة ولو نسبيا لبلايص مهجورة متروكة منها مسرح " التياترو الكبير" الي غنات فيه أم كلثوم . الحياة و الموسيقى و الرقص ديمة يخليو الناس أقرب لأي قضية و إذا الشعارات و الخطابات السياسية قاعدة  تفشل و تبين عبر الدول و القارات في محدودية مفعلوها على الشعوب فإنو الفن نجح اليوم و أكثر من أي وقت بش يخلي  بعض القضايا العادلة تنال إهتمام الإعلام الوطني و الدولي .  و توحد صفوف الشعوب : هاذي من أول المرات وين اللبنانيين يهبطوا متوحدين بعيدا عن الطائفية و التحزب  و الشعب قال كلمتو " كلّن" ضدنا . 

 

ساعات كيف نبداو نتفرجوا في الأحداث نحسوا إنو ثمة نوع من الصدى يصير فيما يتعلق ببعض الأحداث . و من لبنان نمشيو للشيلي وين الحقيقة المشهد ماهواش بنفس البهجة و الخفة و نفس الأسباب إلي خلات الشعب الشيلي يخرج في مظاهرات و تدعو نقاباتو لإضراب عام بيومين بعد ما تقررت زيادة في تساكر الميترو  . الحكومة إختارت نهج العنف و القمع : أكثر من 20000 عسكري و بوليس في شوارع بعض المناطق و النتيجة هي تقريبا 20 قتيل. إلي شدّ مرة أخرى العالم هي فيديو تنجم تكون تجسيد لمفهوم "المقاومة" . فيديو يدوم تقريبا دقيقة في ظلام كبير و نسمعوا فيه صوت مرا تغني و  تكسّر سكات الموت الي فرضوا حضر التجول على شوارع الشيلي و تطلع في آخر الفيديو أصوات المواطنين دعما و مساندة . 

 

 بين لبنان و الشيلي ثمة برشة اختلافات لكن ثمة نقاط إلتقاء تجمعهم و تجمعهم بشعوب العالم : السيستام بدى يبيّل و يوصل لحدو . اليوم كيف نعرفوا إلي 82% من الثروات في العالم يقسموها 42  أرشي ميلياردير ( حسب تقرير أوكسفام سنة 2018 حول توزيع الثراوت في العالم)  ماعادش نستغربوا إنو الشعوب تتحرك و تتمرّد و تواجه الموت . وقتلي اليوم الحكومات  تخمّم في مصالح كمشة مالناس على حساب النقل و الماكلة و الصحة متع المواطنين عادي إنو الشعوب تنتفض و عادي إنوإنتفاضاتها تكون عنيفة و دموية إذا ماكانتش سامباتيك كيفما في لبنان. نفس الناس مطالبة تدفع أكثر بش نفس الناس تستغنى أكثر : اليوم بالعولمة وقتلي الناس تشوف في التلافز و الإنترنت مظاهر ثراء فاحش يبعث فيك نوع من القرف عادي جدا إنو الناس ما عادش تنجم لا تصبر ولا تتحمل و هو وقيت إنو حتى إلي كان صابر يبطل . 

 

و في إطار ديمة نفسهم الي يدفعوا للحكومات و بش يعبيوا خزائن الدولة : تكلم رئيسنا المفدى وقتلي أدّى القسم على رغبة بعض المواطنين بش يتبرعوا بيوم عمل شهريا لمدة خمس سنوات. الفكرة مزيانة و النية صافية  أما شكون يفسرلنا علاش ديمة الشهارة و الخدامة الي ياقفوا لتونس ؟ 

 

اليوم في تونس ثمة ناس تخدم في بعض المهن الحرة و بعض القطاعات كالطب و المحاماة يخلصوا كاش في ماصوات تحت الطواول ، و منهم الي يخرج روحوا صابونو نظيف مع القباضة ، هذا كان ما عطاهاش بكية باهية و كعبة " حليلي راني زوالي ، عاونوني " . نفس الناس في تونس توة 8 سنين تعطي فينا في دروس للصبر و الوقوف و الجلوس و الوطنية و المواطنة و كيف الشعب صبر و عطى و قدم :  تلمّت الفلوس بالبالة و مشات للتعويضات و الي ما قبضش ماهو ترسّم في وظيفة و توة نعانيو فيه !!! 

 

سيدي رئيس الجمهورية  إنت و الحكومة الجاية : إقتطاع ال 1% إلي كان محدود بش يتواصل و ثمة ضرايب بش تتزاد ، أما راهو الشعب حدّوا حد تنظيف الحوم و الدهينة و نتصور بالنسبة لشعب يعاني في الأمرين توة 8 سنين يتسمى عامل أقصى مجهودو. إذا ناوين تواصلو سياسة المنشار طالعين تاكلوا ، هابطين تاكلوا ، الأكيد إنو الشعب ماعادش عندو غرام إستعداد بش يعطي إذا ما تمش مراجعة السياسة الجبائية و إذا ما قاومتوش فعليا (موش تبهبير قدام التلافز) التهرب الضريبي و خاصة إذا ما نعرفوش  وين بش تمشي الفلوس الي تتلمّ.  فبحيث في كامل أصقاع البسيطة نفس المصايب و الدواهي و الكوراث هوكة نحنا عندنا شوية ملح و فلفل أكحل بزايد ...  و تحيا القضية الفلسطينية ؛)