الأثار النفسية للكورونا
ولات عندي قناعة شبه راسخة خاصة بعد ما صلت و جلت في أصحابي و أحبابي : إذا موش بش تقتلنا الكورونا بش نهبلوا مالتهلويس . سبق و حكيت في الحجر الصحي الشامل الي عاشتو تونس ، كيفما بقية مدن العالم، على الصحة النفسية للتوانسة بعد هالمصيبة الي هبطت علينا. وفى الحجر و خرجنا و رجعنا نعيشوا لكن كانو اضح إنو ثمة برشة حاجات فينا و في الناس الي دايرين بينا تبدلوا و الي العيشة و التواصل مع الآخر كان فيهم أثار سلبية برشة من الحجر .
9 شهر بعد وين وصلنا و شنية الوضعية ؟
الواضح إنو تجربة الحجر الصحي الشامل كيفما في مارس 2020 ماعادش نحنا التوانسة نجموا نعيشوها لأسباب إقتصادية بحتة و مستحيل البلاد تعاود تتسكر لأننا بقبقنا . لكن توة من مدة و نحنا عايشين تحت زوز قرارات خذاتهم حكومتنا الشعبية الجماهيرية الموقرة : أوّلا حظر الجولان و ثانيا منع التنقل بين المدن. لكن هالزوز قرارات الي ما نعرفوش وقتاش بش يوفاو و قداش بش يتمددوا و علاش أصلا موجودين و غياب وضوح الرؤية فيما يتعلق باللقاح خلاّو الناس تعيش الغصرة و الستراس أكثر و أقوى .
مهما يختلفوا الأشخاص و مهما كان واقعهم يتفقوا تقريبا في تشخيصهم للوضع إنو العالم بعد ما كان قرية صغيرة جرّة العولمة اليوم ولّى حبس كبير. ناخذو تونس على سبيل المثال : تونس يا سيدك بن سيدك و في أغلب مدنها أسواقها محلولة و مارشياتها تغلي بالعباد . رينا تصويرة في تونس العاصمة تشبه للكذب : ناس على بعضها يفرزوا في بالات متع سلع مهربة و على كل لون يا كريمة و لا ثمة حاجة إسمها تباعد إجتماعي و لا ثمة شكون يراقب التجمعات الي تفوق 5 أشخاص و ثمة مواطنين موش لابسين الكمامات . نبعدوا شوية في أحد النزل الراقية في الضاحية الشمالية ، حكومتنا الموقرة و رئيسنا المفدى متواجدين و حاضرين في المؤتمر الليبي الي صحيح في شروط التباعد بين الأشخاص و الناس لابسة ماسكواتها لكن في نفس القاعة ثمة ما يقراب 200 نفر . حرام عليكم أما حلال عليهم . مع العلم إنو ثمة العديد من التظاهرات الثقافية ولا السياسية و لا التابعة للمجمتع المدني كانوا ينجموا الساهرين على تنظيمها نفس الشروط لكن انضبطوا واحترموا قرارات الحكومة بإلغاء كلّ نشاط يلمّ أكثر من 4/5 أشخاص . هذا في حدّ ذاتو يخلي الناس تتساءل وتسبّق في تحليلها للأوضاع نظرية المؤامرة على المبررات و الحجج العقلانية و الموضوعية . حظر الجولان الي توة من مدة نعيشوا فيه أثر على علاقتنا الإجتماعية بما إنو غالبا ما الناس و خاصة الشباب كان بعد الخدمة يتقابلوا مع الي يحبوهم : "افترورك" ، مسرح ، سينما، عشاء، سهرية ، موسيقى ... اليوم الناس ولاّت عايشة عبودية جديدة بإسم الحفاظ على صحة المواطنين من الكورونا . خدمة دار و دار خدمة : لا الناس تتقابل و لا الناس تحكي و تتفرهد و مع الجو العام متع الأزمات الاقتصادية و الصحية و أخبار الموتى الي التوانسة يقوموا عليها يوميا ولّى الوضع لا يطاق و السلامة النفسية للمواطنين مهددة أكثر فأكثر . العباد الي مستانسة تتقاسم مشاغلها و مشاكلها و مرات تضحك عليهم و مرات تبكي ، اليوم تفرض عليهم يتحملوا وزن اليومي و مشاكلو وحدهم و هذا يعمق الأزمات الوجودية و يفرعس البدن و أولهم النوم و هذا الي خلّى في الأشهر القليلة الماضية و في العالم أجمع استهلاك الكحول و المسكنات يقوى و يحقق أرقام قياسية .
هذا وضع عام لكن الي يعكرّلنا حالتنا هو فشل حكوماتنا و فشل سياساتهم حتى الاتصالية : رئيس حكومة من قاعة عمليات و كأنو يحب يقولنا الي نحنا في حالة حرب و أما رانا ماعندناش جيوش ، خرجلنا كالعادة بكلمة '' الصرامة '' الي فكرتنا في "بكل حزم" و الحال إنو الصرامة هاذي تتطبق حسب الحوم و الأحياء و خاصة بالوجوه. خطاب طغات عليه السلبية و زاد عمّق الإحساس بالقلق و الخوف عند التوانسة الكل الي في المجمل شدخا منو : " اقعدوا محصورين و البسوا ماسك و اذا ما البستوهش بش نخطيوكم و هاكم تموتوا و مازالتوا بش تموتوا و الله غالب هذاكة حدّ الجهيّد" . صحيح العالم أجمع عاجز على مواجهة الفيروس كيفما لازم ماعدا الصينيين بطبيعة و اني الوضعية تقريبا كارثية في جميع أصقاع البسيطة لكن الفرق بينا التواسنة و بقية الدول إنو حكوماتهم صريحة و ماخذة التدابير اللازمة لضمان حد أدنى من العيش الكريم الي يعتني زادة بالصحة النفسية لمواطنيها . وينهم الأرقام الخضر لمساعدة الناس التاعبة و الي ضربها الإحباط ؟ وينها المراقبة و المرافقة النفسية للمواطنين في مثل هالأوضاع ؟ وينهم المبادرات الموطنية و دور المجتمع المدني بش يعاونوا الناس تتجاوز هالأزمة النفسية ؟ الحقيقة ربما توجد مبادرات تجاوزتني لكن تبقى ضعيفة و ما تافيش بالغرض . يمكن ما نموتوش بالكورونا أما الأكيد ماناش بش نخرجوا سلامات من الأثار النفسية للكورونا.
تعليقك
Commentaires