انتهت حلول الدولة و الأمر متروك للمواطن
وقتلي تتوالى المصائب و الكوارث ، يا نطيحوا يا ننكروا الواقع و نتخباو في الخيال ولا في الضحك و يبدو إنو الشعب التونسي قدام الي يعيش فيه اختار الحل الثاني . على المصائب العادية يعني الي استانسنا بيها و تأقلمنا معاها المتعلقة بالنقل و الاقتصاد و التعليم و القدرة الشرائية و أزمة السكن في 2021 تزادتلنا الكورونا . و اليوم تونس ، قدام الفشل الواضح للحكومة في مواجهة الوباء وصلنا لتقريبا 100 ضحية يوميا يرحمهم و يصبر عايلاتهم . أما 2021 ، خبالنا فيروسات و أمراض أشد فتكا من الكورونا : النواب و السياسيين بجميع أطيافهم .
بعد الزيارة الحدث لقيس سعيد لشقيقو (حسب تعبيرات صفحة رئاسة الجمهورية ) المصري عبد الفتاح السيسي و بعد الاستقبال المميز و كل الحديث الي صار و بعد ما روّح رئيسنا و في أول أيام رمضان حكى على الفرق بين المسلمين و الإسلاميين : إنطلقت رسميا الحرب بينو و بين النهضة الي قبل كانت مغلفة بأحداث أخرى منها أداء القسم و لا التعيينات و غيرو.
قيس سعيد إختار إنو يواجه النهضة فلي عملت بيه الباتيندا متاعها توة عشرة سنين يعني الجوامع و الدين و عندو أسبقية مهمة في حربو - ماعدا كونو القائد الأعلى للقوات المسلحة - هو "نظافة اليد" . الشعب التونسي الي اليوم يعاين بالعين المجردة و من غير ما يستحق في هذا لا تقارير و لا أرقام في الفساد , الي غمّ الدولة , و ولّى من أحد ركائزها , يرى في قيس سعيد المهدي المنتظر الي بش يخلّصو من منظومة باركة على قلبو توة عشرة سنين : منظومة فاسدة و فاشلة و هذا كل الأرقام تأكدوا و حتى حرية التعبير الي كانت تتقدم كأحدى أهم النجاحات بدأ يوصلها الطش و قاعدين نوخروا فيها .
و كنا نستناو في ردة فعل الطرف المقابل : النهضة أساسا . النهضة إلي بش ديمة تتملص من مسؤولياتها في الحكم و لا في المعارضة تدزّ بارشوكاتها للواجهة . إلي يستجيبوا بدون تردّد و بأشرس و أقذر الطرق . شفناهم في المجلس المهزلة و تعاملهم مع المعارضة و خصوصا مع النائبات و آخر حلقة للسقوط الأخلاقي كان السبان الي تعرضتلو سامية عبو من إئتلاف العنف . في مواجهة قيس سعيد بعثوا هالمرة ضابط الإيقاع راشد الخياري . للي ما يعرفش و لو إنو اليوم التوانسة يعرفوا كل شيء : راشد الخياري كان ضابط إيقاع (و ماهواش عيب في فرقة سلامية) و بعد بقدرة قادر يقدم في نفسو إنو صحفي استقصائي . كيفاش صارت النقلة هاذي و بأنا شهادات و بأنا تدريبات الله أعلم. و لا هو كان نسألوا سمير الوافي و نوفل الورتاني يجاوبونا لأنهم هوما الي سنوات لتالي كانوا نهار نهارين مستدعينو في حصصهم التلفزية ! و هذا عاد بوبلي آخر : دور الإعلام في نشر الجهل و الفساد و الانحطاط القيمي.
نائب شعب يتهم رئيس جمهورية بالتخابر مع جهات أجنبية و بإنو حملتو الإنتخابية ممولة من أطراف أجنبية . يتحرك القضاء العسكري و يصدر بطاقة جلب . و من مآسي الدهر إنو بطاقة جلب أصدرتها محكمة عسكرية تدور بأسامي القضاة على فايسبوك و فيها المعطيات الشخصية للمتهم . و هذا بالنسبة ليا أخطر من الحادثة في حد ذاتها و وحدها تستحق فتح تحقيق و معاقبة الإنسان إلي سرّبها قبل محاسبة راشد الخياري هذا إذا موش هو سرّبها في الهسترة الي عاشها .
مع الهمّ هذا الكلّ و في نفس الوقت تقريبا يوميا و في كل البلاتوات الإذاعية و التلفزية اللجنة العلمية و النواب في علاقة بالكورونا و يدعيو بكل وقاحة و من غير حتى حرج ولا حشمة التوانسة إنهم يعمّلوا على أرواحهم و يتضامنوا بما معناه : إنتهت حلول الدولة و الأمر متروك للمواطن . السؤال الي يطرح نفسو إذا وصلنا لها الإقرار المعلن بالفشل التام لمواجهة الأزمة شبينا في إطار جحيم الديمقراطية التونسية الشاذة ما شفناش إستقالات ؟ شبينا ما سمعناش بإقالات ؟ أكيد لانا بش نشوفوا ولا نسمعوا لأنو الديمقراطية التونسية ماهياش ديمقراطية . الديمقراطية مبنية على ناس تتحمل مسؤولية السلطة بناء على برنامج و نتائج و من بعد المحاسبة و التقييم و نحنا في تونس ما شدوا مالديمقراطية كان نشدوا السلطة . البرامج هي العرك و المعروك حول مسألة الهوية و الإسلام ( موش معنتها المسألة موش مهمة لكن ثمة مسائل أخرى ما تقلّش أهمية) . النتائج هانا نشوفوا و أصلا نستمتعوا .
الأحزاب و خاصة منها الحاكمة و على رأسها حركة النهضة ما شدت من الديمقراطية كان الإنتخابات و الشرعية و كأنو صندوق الإنتخاب هو صكّ على بياض ، نطلعوا بيه للسلطة و من بعد نتنكروا للشعب و لمطالبو و اذا تتطرح مسألة المحاسبة نكفروا المعارضة و لا نقمعوها ولا نستهزأو بنقدها و كلامها و توة عشرة سنين نحنا عايشين في ديمقراطية شكلية و في الأصل نعيشوا في دكتاتورية . و قلنا إنها اللطخة . و إنه الهوان . و إنه السقوط اللامتناهي . و إنه القاع . ولا حياة لمن تناي كلّ فول لاهي في نوارو . كلها متلاهية بالتعيينات و بالإنقضاض على وزرات السيادة : عدل و داخلية خاصة و الشعب ما قعدلو كان يضحك بمآسيه . و يعيش في هالأزمة السياسية و يعلّق عليها كأنو يتفرج في كاميرا كاشي ولا مسلسل رمضاني . صحيح كيفما قال الكوميدي الفرنسي باير ديبروج " إذن ما هو طريق الهروب الآخر غير الضحك ، إن لم يكن الانتحار؟" . أما حتى الضحك إتخسروا فينا و إستكثروا علينا المشيشي قالك الظرف لا يسمح بالتنبير و الهزل الي نرى فيه على فايسبوك . هاو طلع يشوف في فايسبوك المشيشي : علاش ماراش التوانسة يعانيو في المرّ في بلادهم ؟ علاش ما شافش التوانسة في زحمة النقل العمومي وقت الكوروا ؟ علاش ما شافش العنف و الهرسلة ضد النساء و الفتيات ؟ علاش ما شافش انتها الحقوق و الحريات و الإعتداء على الأقليات ؟ علاش ما شافش التونسي جيعان وماعادش خالط يعيش في كرامة ؟ إذا ماعندناش الحق نحاسبوكم و بإسم الشرعية باركين علينا و مبهذلين بحالنا و ما عندناش الحق نضحكوا مالغلبة ؟ فاش عندنا الحق ؟ عندنا الحق نموتوا أما ماذابينا زادة من غير برشة حسّ بش ما نقلقوش الشرعيين .
تعليقك
Commentaires