الجهل كنز لا يفنى !!!
بعد الثورة تقريبا ما ثماش قطاع ما أضربش و ما طلبش بالزيادة في الأجور. الإضرابات ولاّت تستحق نشرة جوية خاصة بها في بلاد
تصبح يوميا مشلولة في قطاعات حيوية كيف النقل و لا التعليم و لا حتى الصحة . أستاذ بعد ما ياخذ ترقياتو الكل يخرج للتقاعد بشهرية متع 1500 دينار، طبيب إستعجالي ياخذ بعد ما قرى 12 سنة بعد الباك ياخذ بين 1500 د و 2000 د و هذا المعدل الي تدور فيه الشهاري في تونس للطبقة الوسطى مليون الفوق ، مليون لوطة. هالشهاري مع الأسوام الي شاعلة فيها النهار ماعادش ثمة ثنين يختلفوا إنو الشهرية توفى في الجمعة الثانية من الشهر و إنو التونسي إذا كلا ما يلبس و إذا لبس يبات جيعان . هذا الناس الكل تعرفوا أما إلي ما كناش كتوانسة نعرفوه هو إنو في نفس البلاد ثمة ناس تخلص أكثر من رئيس الحكومة .
قول قايل الرجال تكسب و الأخرين تحسب ؟؟؟ لا ، موش هذا الموضوع .
في إطار عركة بين باعث القناة و أحد كرونيكاراتو ، سامي الفهري خرّج شهرية فيصل الحضيري، ذاك الفكاهي الي موش كرشك توجع مالضحك كيف يبدى يتفكّه أما راسك يوجعك من كثرة التفاهة. فيصل الحضيري يا سادة يا مادة ، يلي قريتوا بين 5 و 12 سنة بعد الباك، فيصل الحضيري يلي فنيتوا عماركم و نقبّتوا عينيكم في مكتبات جامعات تونس ، فيصل الحضيري يخلص 11 مليون . و الشهاري متع زملائوتتراوح بين 15 و 20 مليون في الشهر .
وقت التوانسة سمعوا بهالشهاري أصابهم نوع من الذهول و فكروني بكا النكتة " ثمة راجل لقى ولدو يقرى ، قالوا فاش تعمل برة إمشي كوّر !!!" اليوم عبد يلقى صغيرو يقرى ينجّم يقلو " فاش تعمل ؟؟ برة تعلم الرمازة !!!" .
في العالم أجمع الإعلاميين و الكرونيكورات عموما يخلصوا مليح لكن في العالم أجمع ثمة الحد الأدنى من المستوى و القيمة الإعلامية الي يبرروا هالشهاري على مستوى المحتوى ولا حتى على مستوى الإنتاج ، ناخذ على سبيل المثال حصة سيريل أنونا " touche pas à mon poste" الي برغم تهريجها و تشويشها تبقى حصة فيها بعض المعلومات و فيها برشة خدمة و تحضير .
فيصل الحضيري و لا خولة سليماني ( 18 مليون شهرية حسب ما يتدوال ) و لا بعلوش شنية إضافتهم في التلفزة التونسية ؟ عندهم إضافة هوما في الحقيقة مراية تعكس مدى الجهل و التفاهة الي ولّى التونسي غاطس فيهم، شوية شعبوية على برشة جهل مع طرف تهريج ( الضمار إنتحر في جرتهم من هاك العام) : تلقاهم ديمة في الصفوف الأمامية بش يزيدوا ينشروا في صفوف شعبنا الي أبهر العالم ما تيسّر من التخلف والرجعية و الهايكا قداش من مرة نبهت و خطات على بعض السكاتشات الي تحرض على
العنف ضد المرأة و الأقليات و نلقاوهم اليوم يخلصوا أكثر من القضاة و الأطباء و الأساتذة . يسلّم قرايتهم هذاكة عبد شنوة ينجم يقول و المشكل موش فيهم : المشكل فلي يتفرج!
اليوم السؤال المطروح هل إنّو ثمة إرادة صحيحة لتعديل المشهد الإعلامي يعني شوية تفاهة ما تضرّش لكن وقتلي ثمة في المقابل حصص تلفزية ذات قيمة مضافة ! و هل إنو إذا ثمة برامج تلفزية عليها القيمة كيفما جمهورية الثقافة لعبد الحليم المسعودي تنجم تستهوي التوانسة ؟ و هل إنو المستشهرين بش يجي نهار و يوعاو إنو ينجم يكون عندهم دور إيجابي في تحسين الأداء الإعلامي و في رفع الجهل الي ولّى مقدّس و مربح في هالبلاد ؟
العشرية الأخيرة لحكم بن علي تميزت بالتصحر الثقافي و تسكير عدد كبير من قاعات العرض و السينما و تفريغ الدور الشباب و الثقافة من محتواها . 8 سنين بعد الثورة حيات الساحة الثقافية و الفنية و رينا فيها برشة حاجات مالباهي للخايب ، لكن هذا الكل اليوم مايتراش في التلافز و المبدعين هاذوكم ما نسمعوش أصواتهم . إذا نقارن اليوم ببعض الحصص التلفزية الفرنسية كيفما " On n'est pas couché" الي نلقاو فيها Christine Angot و هي كاتبة و روائية فرنسية خذات برشة جوائز علاش في تونس ما نلقاوش في البرايم تايم وجوه و أصوات ناس كيفها في تونس مثلا شكري مبخوت و لا عبد الحليم المسعودي و لا غيرهم ... علاش المصايب الي تعيش فيها تونس اليوم يحللها بعلوش و غيرو و نسمعوا منهم جمل كيفما " الله غالب و ربي يستر و يا ستار يا عليم و و قضاء و قدر " علاش التونسي ندخّللوا لدارو مواقف و أفكار ناس همها الوحيد الفلوس و الربح ــ مانيش ضد الفلوس و الربح ــ بدون أدنى فكرة ولا معلومة و لا تحليل ؟؟
باعثي القنوات اليوم يسربيو للشعب التونسي في شربو . الشعب التونسي الي ولد عواطف يولي فيه نجم و أساور تاخذ فيه بطاقة إحتراف فنية . الشعب التونسي الي ثقافتو ولات مبنية على السحر و الشعودة و إستخراج الكنوز و العرافين و المنجمين و هاو كل مرة نشوفوا و نسمعوا بغريبة أكبر من أختها .
المشكلة تتجاوز الشهاري الي ياخذوا فيها هالمهرجين ، أفكار باعثي القنوات ، المشكل في هيكلة قطاع من المفروض إنو يكون سلطة رابعة دورو اليوم أساسي في الإنتقال الديمقراطي و في حسن سير العملية الإنتخابية الي اليوم من المضحكات المبكيات مهددة بنفس الوجوه الي يسمحوا لنفسهم إنهم يتبكّاو ويتشكّاو و يقولوا " السياسيين الكل كيف كيف ماناش بش ننتخبوا " . كاركم تبوسوا تراب تونس و تسفّوه خاطر تونس بسياسييها بمشاكلها بخورها اليوم سمحت لناس نكرة لا عندها خبرة ولا عندها ذرة إبداع و لا عندها ذرة حس فني إنها تخلص أكثر من طبتها و أمنها و قضاتها و أساتذتها . اليوم أكثر من أي وقت مضى ، آن الأوان إنو الهايكا و الناس الي عندها وعي بقيمة الإعلام كسلطة رابعة إنها تحاول تنقذ ما يمكن إنقاذو و إنها تلعب دورها في القضاء على كل مظاهر التشليك و الجهل و التخلف في تلافز تلعب اليوم في دوري عكسي تماما ملي مفروض تلعبو و ساعات إذا " لم يبلغ شعبنا درجة كافية من الوعي" موش عيب إنو نوعيوه و نتعاملو معاه كالوليد الصغير ، خاطر كان نكملوا على هالمعدّل الكارثة بش تكون أعمق و أعظم ملي نتصوروه .
تعليقك
Commentaires