أمريكا تشتعل ...
سبحانو ما أعظم شأنو : يبيتها في حال و يصبحها في حال. و نحنا غاطسين في حفرنا و مشاكلنا و مفاتحنا ، فجأة تتجه أنظارنا و أنظار العالم للولايات المتحدة الأمريكية .
صدمة كبيرة. سابقة في تاريخ الشعب الأمريكي و سابقة الأخطر من نوعها : سال الدم في مركز الديمقراطية الأمريكية ، مبنى الكابيتول بعد ما تم اقتحامه من أنصار ترامب . مشهد سريالي : مواطنين مسلحين و مستعدين لإطلاق النار تقريبا في كامل امريكا في صورة تمّ إعلان فوز بايدن . و بعد تجييش الرئيس الامريكي الخاسر عبر مواقع الاتصال الاجتماعي : استجابوا لدعواتو بالعصيان و التظاهر و العنف .
و حصل ما لم يكن في الحسبان : اقتحام المبنى . تدخل أكبر الفرق الأمنية عندهم بش يخرّجوا النواب الأمريكيين المحاصرين . اعتداء بالعنف على الأمن داخل المبنى . و رينا تصاور فكّرتنا بحاضرنا المؤلم و عدينا كتوانسة سهرية و نحنا نعملوا في مقارنات بين تجربتنا الديمقراطية الفتية و الديمقراطية الامريكية العريقة . و حملة التنبير انتهت ببعض الدعوات من قبيل : " تونس تدعو الفرقاء الأمريكيين إلى تحكيم لغة الحوار و احترام الدستور وتأمل في انتقال سلمي ديمقراطي للسلطة . لاصوت يعلو فوق صوت الصندوق ..." .
التوانسة فرحوا إنو صناع الربيع العربي الي قضى على بلدان و شعوب و دمّر تاريخ و حضارات بعد عناء طويل رجع على إمّاليه و لو إنو موش نفس الوضعية تماما .
و توة بعيدا عن التنبير ، ندخلوا لصلب الموضوع :
ترامب عندو حساب تويتر فيه تقريبا 90 مليون متابع و علاقتو بالإعلام الرسمي السمعي و البصري و المكتوب معروفة بتشنجها و بحملات المقاطعة من جهة و لا من أخرى . فعبر حساباتو على مواقع التواصل الاجتماعي كان قادر يجيش جماهيرو بخطاب شعبوي و عنيف جدا . و من حينك تم إغلاق حساباتو على نفس المواقع و كلمتو الي ألقاها تمت مقاطعتها من قبل اكبر القنوات التلفزية في امريكا .
لكن بعد المشهد السريالي و موت 4 مواطنين أمريكيين منهم واحد داخل الكونغرس و بعد حالة الفوضى ، مجلس الشيوخ عاود تلمّ و خدم على روحو و كمّلوا جلستهم صباح اليوم . استقالات بالجملة في صف ترامب . لا صوت يعلو فوق الدستور. الي يوجع القلب هو ردة الفعل الموحدة للمؤسسات بأنواعها و اختلاف ميادينها في الدفاع على القانون . اتفاق و إجماع فعلي لرفض العنف . دولة تمارس حقها في العنف وقتلي تحس إنها في خطر و بش تبسط سلطة القانون. و خطاب رايض و رزين و عقلاني و بلحق موحد لبايدن . كما إنو فيسع ما تحول حديث لمحاكمة الرئيس الأمريكي على نار الفتنة الي شعلها في الشعب الأمريكي .
و تفكرت حالنا . نايبة في مجلس نواب الشعب فاكة مفاتح من عند عاملة نظافة . عاملة نظافة تبكي . اعتصام قادم باب قاعة الجلسات العامة . لجان تكمبن و تخدم في مصالحها بعيد على العينين اللهم كان ثمة شكون ناب علينا بفيديو مباشرة و بعد تقوم عليها القيامة و تتقص الجلسات . رئيس حكومة يقيل وزير داخلية و يشد بلاصتو و يحكي بالمهموتة على محاولة إنقلاب . اعلام مدعو من قبل نقابتو لمقاطعة دعاة الارهاب و العنف و مع ذلك نلقاوهم متصدرين في بعض القنوات بش يدافعوا على رئيس ثاني أكبر كتلة في المجلس موجود في الحبس بتهمة تبييض الأموال . رئيس جمهورية متشنج في حرب مفتوحة مر رئيس حكومة يبدو إنو وحل في المحاصصة الحزبية كيفما يوحلو في خيوط العنكبوت . منظمات تدعو لحوار وطني بين ناس رافضة تحكي مع بعضها . إطلاق نيران مستمر في الراديوات بين ناس من المفروض تكون معارضة مع بعضها . هو نحنا ناقصنا السلاح على الامريكان ، لكن نعيشوا تقريبا الي هوما عاشوه في ليلة و الي هو سابقة تاريخية ... لكن الفرق واضح . و اليوم كيف نشوفوا بعد إلي صار البارح ترامب يعلن ضمنيا إنو خسر في الانتخابات بعد الضغط الي تمارس عليه ، نفهموا علاش عندنا اليوم أحزاب عشرة سنين رافضة و تعطل في إرساء المحكمة ادستورية . نفهموا علاش اليوم الأحزاب تتقاتل و خاصة النهضة على وزارات كيفما الداخلية و الدفاع . نتصوروا للحظة هاذم في أمريكا كان ترامب ضامنهم شنوة يكون المشهد ؟ دكتاتورية امريكية في أتعس اشكالها نظرا لجهل و تخلف و انحطاط ترامب ومتابعيه : نظرية مؤامرة و تزيدهم ضربات تخونيج ( ايه حتى هوما عندهم خوانجيتهم) و عنصرية و هوموفوبيا و كل ما هو معادي لحقوق الإنسان.
الي عاشتوا أمريكا البارح نتصور أي بلاد تنجم تعيشوا و نحنا بيدنا كتوانسة : خاصة انو اليوم المجتمع يعيش في انقسام أقوى و أشد من انقسام 2012 مع ضعف كبير و واضح للمنظمات الوطنية الي وقتها ساهمت في الحوار . فلذا من الضروري اليوم قبل ما نطرحوا اي تغييرات و تنقيحات في قوانين كبيرة كيف القانون الانتخابي و لا تغيير النظام السياسي نكونوا متأكدين من سلامة و صلابة بعض المؤسسات كيف المحكمة الدستورية الي من المفروض تكون شرط الحوار . و تحييد الاعلام و بعض الوزارات كيفما الداخلية .
إذا ترامب البارح عطى درس على مدى خطر هالتيارات الشعبوية ، الديمقراطية زادة عطات درس في الحفاظ على الشعوب و مستقبلها كيف تطبّق بالصحيح و ما تكونش مهزلة.
تعليقك
Commentaires