الجهيناوي: وزير الخارجيّة ليس موظّف عند رئيس الجمهوريّة
خميس الجهيناوي: تونس ستنتصر على الكورونا لو التزمت بهذه الشروط
الجهيناوي : قدمت استقالتي لتجنب الاهانة ..
إعفاء وزير الخارجيّة من مهامه: خميّس الجهيناوي صاحب القرار
أفريكوم تبحث مع وزارة الدفاع استخدام أحد ألوِيتها للمساعدة الأمنية في تونس
أفاد خميس الجهيناوي وزير الخارجية السابق، أنّ سياسة تونس الخارجية لم تعد واضحة خاصّة في ما يخصّ الملف الليبي.
وخلال إستضافته ظهر اليوم الثلاثاء 9 جوان 2020، في برنامج ميدي شو مع الإعلامي إلياس الغربي، أشار الجهيناوي قائلا ''وزير الخارجيّة هو ليس موظّف عند رئيس الجمهوريّة'' موضحا أنّ وزير الخارجيّة هو من يقدّم مقترحات ويصيغ مبادرات لرئيس الدولة الذي يتولّى النظر فيها ويُصادق عليها أو يرفضها معتبرا أنّه إذا كان الطرفان منسجمان يمكن أن يقوما بعمل ممتاز لفائدة البلاد وأضاف قائلا ''رئيس الجمهوريّة يجب أن يكون منسجم تماما مع وزير الخارجيّة'' موضّحا أنّ قيس سعيد لم يكن يتواصل معه ''ولم يكن لي علاقات مباشرة أو غير مباشرة معه''.
صحيح أنّ الدستور التونسي ينصّ على أنّ السياسة الخارجيّة من صلاحيات رئيس الجمهوريّة وفق تصريحه مشيرا أنّ تلك السياسة هي من مشمولات الحكومة أيضا قائلا ''بدون سياسة خارجيّة الحكومة لا تستطيع أن تشتغل''. الجهيناوي أكّد أنّ للسياسة الخارجيّة دور مهمّ جدا في إنجاح الإنتقال الديمقراطي والإقتصادي وفي إخراج تونس من الأزمة التي عاشتها جرّاء جائحة كورونا.
في سياق آخر، أوضح وزير الخارجية السابق أنّ موضوع تحويل تونس إلى قاعدة عسكريّة أو استعمال مجالها الجوّي في علاقة بالملفّ الليبي غير مطروح ''وإن كان طُرح لرفضناه'' وفق تصريحه، وأكّد أنّ موضوع القواعد العسكريّة ليس مطروح ليس فقط في تونس بل في كلّ دول العالم معتبرا أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة لا تحتاج إلى قاعدة عسكريّة في تونس، في عودة منه على مسألة الأفريكوم التي شغلت الرأي العام. وأضاف أنّ التعاون بين الولايات المتحدة وتونس كان مفيد جدا في تأمين حدود تونس مع ليبيا، ''هناك تعاون وثيق وثقة متبادلة بينهما''.
عودة منه على مسألة إستقالته من وزارة الخارجيّة، أفاد الجهيناوي قائلا '' يبدو أنّ رئيس الجمهوريّة قيس سعيد قد أخذ قرار في عدم مواصلة السياسة التي اتّبعها خلفه ويريد أن يكون مستقلا في قراراته وأراد يستبعد وزير الدفاع ووزير الخارجيّة وهذا ما قام به'' معتبرا أنّ هذا تفسيره الخاصّ وبيّن أنّ ''إقالة وزير خارجيّة في أي نظام في العالم ليست عمليّة سهلة'' وأشار قائلا '' أنا أقول لرئيس الحكومة أنّها إستقالة وهو يقول لي إقالة''، معتبرا أنّ الإقالة يجب أن يكون مردّها ارتكاب خطأ جسيم مشيرا أنّ وزير الخارجيّة ليس وزير فنّي بل هو وزير سياسة في العلاقات مع بقيّة دول العالم، وأضاف الجهيناوي أنّه كان يتمنى لو تمّ تداول سلمي على المهمة ويقوم بتمرير منصبه بسلاسة لمن سيخلفه في الوزارة.
كما تطرّق وزير الخارجيّة السابق إلى قرار إعفاء سفير تونس المندوب الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك منصف البعتي، واعتبر بلاغ رئاسة الجمهوريّة الذي أساء إلى إمكانيات وكفاءات البعتي ''خطأ'' مشيرا أنّه منذ امتهانه السياسة الخارجيّة لمدّة 40 سنة لم يشهد أن تقوم دولة بطريقة علانيّة بالحطّ من قيمة سفيرها، قائلا '' لو كنت في وزارة الخارجيّة آنذاك لأقنعت رئيس الدولة بعدم القيام بذلك'' وأشاد بكفاءة البعتي على مستوى دولي في السياسة الخارجيّة.
بشأن علاقة تونس بالأزمة اللّيبيّة، أشار الجهيناوي قائلا '' أنا لا أرى أنّ لتونس موقف في الشأن اللّيبي''، معتبرا أنّ هناك عدم وضوح في موقف تونس بشأن الأزمة اللبيّة، وأضاف أنّه منذ ثمانيّة أشهر كانت تونس في قلب الحوارات الدبلوماسيّة بشأن ليبيا ''يأتوننا شرقا وغربا ليستمعوا لرأينا''، كما أنّ تونس جمّعت دولة الجزائر ومصر في التحاور بهذا الشأن وكان الموف واضحا على أنّ الحلّ يجب أن يكون ليبي ليبي وكان هناك إجماع دولي على هذا الموقف. وأكّد الجهيناوي أنّه لا يحقّ لرئيس البرلمان راشد الغنوشي بالإتّصال بفائز السراج موضّحا أنّ موضوع الدبلوماسيّة البرلمانيّة والشعبيّة هي ''بدعة تونسيّة''.
الجدير بالذكر أنّ خميّس الجهيناوي تقدّم برسالة إستقالته من وزارة الشؤون الخارجيّة بتاريخ 29 أكتوبر 2019، إلى رئيس الحكومة،مشيرا أنّ مردّ الإستقالة بسبب إستحالة مواصلة مهامه على رأس الوزارة حسب ما تقتضيه الأعراف الديبلوماسيّة وما يتطلّبه ذلك من إنسجام بين مؤسّسات الدّولة خدمة لمصالح تونس وإشعاعها على السّاحة الدّوليّة.
ي.ر
تعليقك
Commentaires