شكون مسكر "فانة" الثقافة ؟
مهرجان الأخبار التعيسة يظهرلي ولّى مهرجان يومي وعلى امتداد السنة . الأسبوع هذا إخترت إني نبعد على السياسة شوية لأنو بين أخبار انتشار فيروس كورونا وارتفاع الموتى و بين العركة بين البنك المركزي والحكومة وبين العركة و الحرب الي صايرة في مجلس نواب الشعب على العنف و تسيير أعمال المجلس و مع تدهور القدرة الشرائية و تزيد هذا الكل منع التجوال و التنقل بين المدن ، قلت لازمني نسلّ الفيشة و نتلهى بمواضيع أخرى و إلاّ فإني رسميا بش نلتحق رسميا بال عشرة آلاف الي في الرازي و بقريب ثلاثة ملاين توانسة الي ياخذوا في دوايات الأعصاب و الأرجح هذا الي بش يصير خاصة بعد مشروع الميزانية التكميلي الي ناوين فيه يزيدوا في أسعار المشروبات الكحولية . و في خضم هالفوضى الكونية ، استوقفني خبر لقى نوع من التفاعل الايجابي و الحس الرهيف و الرقيق لبعض المواطنين و المواطنات الي هالواقع المرير مازال ما أحبطش عزائمهم تماما و مازالو مستحفظين على شوية رغبة في الحياة و أمل في المستقبل قبل ما بالطبيعة يولى الأمل يتباع كيفما قال سي رئيس الحكومة . الخبر هو إمكانية إغلاق مكتبة بيع الكتب القديمة بشارع إنڨلترا . و لو إني شخصيا ماهياش من مكتباتي المحبذين في اللخر هي نفوس و صاحب المحل موش أكثر عبد بشوش تنجم تقابلوا لكن نحبوا و لا نكرهوا تبقى هالمكتبة هي عنوان يعرفوه برشة توانسة و خاصة طلبة العلوم الإنسانية و الآداب و الحضارات .
مالأول حسيت نوع من القهرة : قلت شوف هالبلاد ما أقل خيرها ، تدفن في مثقفيها و نخبها بالبالة و المصيبة ما صارش تمرير للقدرات الفكرية و الأدبية و الفنية و اليوم كل مرة نسمعوا بفضاء ثقافي ولا فني يسكر وسط حالة من اللامبالاة من قبل المعنيين غريبة و مريبة. و كأني هالكورونا فرصة بش نتخلصوا ملي يقلقنا و ملي ينجم يمنعنا بش نبسطوا نفوذنا على الشعوب و شكون الي ما يحلمش بشعب جاهل ما يقرأش و ما يمشيش للمسرح و ما يدخلش للسينما بش يحكموا ؟؟؟ نقول هالكلام لأنو في أغلب الدول الغربية الي شبابنا يرمي في روحو على خاطرها في البحر و يحرق : الكتب و الفنون ماهياش للتفرهيد و بش نعملوا جو و نبدلوا الساعة بساعة ! لا الكتب و الفنون هي حاجة بالنسبة ليهم و لشعوبهم و حتى لحكوماتهم لا تقل أهمية عن بعض الضروريات كيف النقل و الصحة و هذاكة علاش مثلا كيف نشوفوا فرنسا نبهتوا قدام حجم المساعدات المالية للقطاع الفني و الثقافي و وعي المواطن بضرورة المساندة حتى للمكتبات الصغيرة الي يهددوها كبار الموزعين كيفما أمازون و زاد على حالهم الوضع الوبائي ... فتلقاهم نظموا حملات مواطنية واسعة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي لإنقاذ المكتبات الصغيرة و أصحابها في الأحياء و الحوم ... شتانا بين هالنوع من الحملات حملات من قبيل كلووووو الا رسووول الله !
أيها المواطنون ، أيتها المواطنات في بالكم الي 82% مالتوانسة ما قراو حتى كتاب في سنة 2019 ؟؟ تعرفوشي الي معدل المطالعة عند التونسيين ما يتجاوزش 0.7 كتاب لكل ساكن ؟ في بالكم الي 74% من التوانسة ما يملكوش كتب مطالعة في ديارهم ؟؟ قالولكم الي 18.04% فقط من الطلبة و التلاميذ يطالعوا و إنو 44 % من الأطفال ما يقراوش كتب ؟؟؟ إذن و فبحيث ما لازمناش نستغربوا اليوم و لا نتصدموا من حجم المصائب الي نراو نعيشوا فيها يوميا . يبدو إنو الشعب التونسي أو على الأقل جزء كبير منّو إختار ثنية الجهل المقدس و السحر و الشعوذة عوض عن الثقافة والفكر. و التشخيص المرعب و هالأرقام حول أزمة القراءة منظمة اليونسكو صرحت بيهم من 2016 و بالطبيعة ما صار شيء و الدولة و وزارة التربية مولى الدار موش هوني . أغلب المكتبات المدرسية و العمومية يرتع فيهم العنكبوت و كتب من عام 60 نتصور إنو الجيل الحالي إلي متعود على الصورة ما ينجمش يشدهم في يدو. بالطبيعة ما تمش انتداب مختصين في نفس المؤسسات : لأنو راهو هاذي خدمة في الدول المتحضرة بشروطها و كفاءتها موش أي عبد يمشي يشد كرسي و يبدأ يتشوحرلك و يجاوب فيك من فوق من قلبو و ماذابيه يتخلص منك في أقرب الأوقات.
بعض الفيديوات الي تدور على فايسبوك و الي تصورها بعض القنوات بش تضحّك الجهال الي يتفرجوا فيهم على الجهال الي تمّ استجوابهم تورّي حجم الكارثة الي وصللها التونسي . مواطنين غير قادرين على أبسط عمليات المقارنة كيفما أكبر و أصغر ! مواطنين ما يعرفوش يعملوا أبسط العمليات الحسابية في برنامج التعليم الابتدائي . مواطنين ما يعرفوش أهمّ التواريخ الي بيها بنات بلادهم ما يعرفوش حتى أعيادهم الدينية علاش و كيفاش ... إذن كيفاش نستغربوا اليوم إنو نلقاو بعض الوجوه طالعة في الإنتخابات ؟ علاش تستغربوا إنو بعض الإذاعات تعتبر إنو أخبار الطلاق و الزواج داخلة في " الموسيقى و الثقافة" ؟ علاش نستغربوا كيف نلقاو بعض الدمى الناطقة و المكيجة تبث في سموم فكرية كيفما تعدد الزوجات في المنابر الإعلامية ؟ علاش نستغربوا الإرهاب و تغلغلو في المجتمع التونسي ؟؟ كيفاش تستغربوا و تتعجبوا كيف شباب يستقطبوهم و يغسلولهم مخاخهم مشيخة الإرهاب في شهرين و ثلاثة و يبعثوهم يقتلوا و يذبحوا و يزيدوا يكبولنا سعدنا أكثر ماهو مكبوب ؟؟؟ كيفاش تستغربوا إنو بعض المواطنين و المواطنات يبيعوا اصواتهم و ذمتهم و هممهم بالفلوس بش يصوتوا ضد قناعاتهم و ضد مصلحة الوطن ؟ و كيفاش تستغربوا الي يحكموا فينا و الكوارث الي تسسبوا فيها توة عشرة سنين ؟ اوووووه هاو رجعنا للسياسة ! هاو رجعنا للحكم ! موش قلت بش نرتح أعصابي و أعصاب الي يقراولي مالسياسة و السياسيين الجمعة هاذي ؟؟؟ هيهات، حلم قصير لن يتحقق ! اذا موش نعتبروا اليوم الثقافة قطاع حيوي لا يقل أهمية عن الصحة و التعليم ماهياش بش تقوملنا قايمة . مادام فانة الثقافة مسكرة ، أنساو المستقبل الزاهر و الغد الأفضل !
تعليقك
Commentaires