أكّد رئيس لجنة إدارة الأزمة السياسية في حركة النهضة محمد القوماني أنّ إلغاء دستور 2014 يعني سقوط منظومة الدولة ودعا إلى ضرورة عقد تفاهمات يُشارك فيها رئيس الجمهورية لإخراج تونس من هذه الأزمة.

وخلال استضافته في برنامج ''حديث الساعة'' على إكسبراس أف أم مع وليد بن رحومة، اليوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021، أفاد القوماني أنّ المكتب التنفيذي لحركة النهضة اجتمع مباشرة بعد خطاب قيس سعيد من سيدي بوزيد يوم الإثنين المنقضي، مشيرا أنّ النهضة كانت تتوقّع أنّ ذلك الخطاب سيكون البيان الموجّه للشعب والذي وعد به رئيس الجمهورية يوم تمديده في الإجراءات الإستثنائية. 

''بهذا الخطاب دخلنا في مخاطر كُبرى وبخطابه المتشنّج وبرفض طريق الحوار والإستفراد بالرأي، أغضب الجميع ''.

ووصف القوماني خطاب قيس سعيد بالمتشنّج وبيّن أنّ الرئيس كان بإمكانه التوجّه بخطاب للشعب من مكتبه أو من مقر التلفزة الوطنية. واعتبر أنّ إعلان قيس سعيد على عزمه سنّ أحكام انتقالية هي طريقة مراوغة لإنهاء العمل بدستور 2014 مشيرا أنّ إلغاء الدستور ينقل قيس سعيد من شُبهة الإنقلاب إلى ''الإنقلاب السافر والكامل''. 

وأضاف القيادي بالنهضة أنّ رئيس الجمهورية دخل في خصومة تدريجيا مع سائر مكوّنات المشهد السياسي، ورفض دعوات الحوار التي وُجّهت له من قبل المنظمات الوطنية والأحزاب على غرار النهضة وأكّد قائلا '' ليس هناك حلّ إلا بالحوار والتعاون وستُطرق أبواب الحوار بكلّ الطرق''. 

وشدّد القوماني على أنّ المجتمع حريص على ''إنهاء الحكم الفردي'' ولا يقبل بأن يحكم شخص بمفرده في البلاد''. 

وأوضح القيادي بالحركة الإسلامية النهضة، أنّ النواب الآن في عطلة رسمية برلمانية من شهر جويلية المنقضي إلى شهر أكتوبر المقبل مشيرا أنّه ومع بداية هذا الشهر ستتغيّر العديد من المعطيات. ودعا زملائه النواب إلى تحمّل مسؤوليتهم تُجاه الشعب الذي انتخبهم وتُجاه الدستور الذي أقسموا على احترامه ''يجب أن يكونوا من حُماة الدستور وبداية من شهر أكتوبر يجب أن يحاولوا تجميع صفوفهم أكثر ككتل ونواب ويتغاضوا عن مشاكلهم وأن يجتمعوا في أيّ مكان عن بُعد''. 

وتابع القوماني أنّه يُحبّذ أن يتفاعل رئيس الجمهورية قيس سعيد مع عديد المُقترحات ومن الأفضل أن ''يستأنف البرلمان نشاطه بتفاهمات''. وأكّد أنّ قيس سعيّد يعلم أنّه لا يحقّ له أن يحلّ البرلمان بمقتضى الدستور مشدّدا على أنّ البرلمان مُنتخب وله حُرمة في الداخل والخارج. 

واقترح القيادي بالنهضة أن يرضى رئيس الجمهورية قيس سعيد بالذهاب في تفاهمات، وأشار أنّ الجميع مُتفق أنّ قبل 25 جويلية الفارط هناك مشاكل وصورة سيّئة في البرلمان وهناك صراع بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وهناك عدم تفاهم بين مراكز السلطة في ''باردو وقرطاج والقصبة''. 

وأكّد أنّ راشد الغنوشي أبدى إستعداده في ظلّ تفاهمات جديدة لإعادة استئناف البرلمان أن يجد حلولا، وأفاد أنّ أيّ استقالة كانت سوى من رئيس البرلمان أو بعض النواب لن تساهم في حلّ البرلمان. 

وأعلن القوماني انّ حركة النهضة مُستعدّة لقبول استقالة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان في حالة وجود تفاهمات وضمن أدوات المجلس المدروسة ''نعم هذا ممكن'' ودعا إلى أن يكون رئيس الجمهورية قيس سعيد جزء من هذه التفاهمات. 

ي.ر