لا أمل بدون قضاء مستقل
برشة ملي خرجوا في 25 جويلية 2021 ما صوتوش لقيس سعيد و لا كانوا حتى متطلعين على برنامجو ولا عندهم بالضرورة ثقة فيه أكثر من غيرو . ففترة حكمو قبل 25 جويلية تميزت بشعار اللسان الحارك . الرئيس ما إقترحش مشاريع قوانين ثورية و كان أكد في أكثر من مرة إنو موش بالتقدمية و الديمقراطية المطلوبين بالنسبة على الأقل لجزء كبير من الشعب التونسي و نحكي مثلا على مسألة المساواة بين الجنسين و نحكي على المساواة في الميراث و نحكي حتى على إلغاء بعض القوانين السالبة للحرية و الجائرة و الي تمثل إعتداء صارخ على حقوق الإنسان كيفما الفصل 230 . بعد القرارات التاريخية افي 25 جويلية و الشجاعة الي تحلى بها في مواجة جحافل الجهلوت و الفاسدين و المفسدين ، كبرت ثقة الناس فيه و لكن و الأهمّ كبرث ثقة الناس في مستقبل أفضل و الأمل في تصحيح مسار استولى عليه المال الفاسد و المال الأجنبي و رأت فيه فرصة إنو 25 جويلية هو فرصة لإعادة البناء و إننا نتوحدوا فعليا حول جملة من القضايا الأساسية و على رأسها : القضاء التونسي .
الكلنا نعرفوا مليح كيفاش بن علي ضرب المعارضة التونسية و حرية التعبير و حق التنظم : بخلاف بطبيعة العصا و القمع كان يستعمل في السلطة القضائية : معارض ماعجبنيش لفقلو قضية و تهمة و يتعدى قدام قضاتي ( لأنهم كانوا ملكية و في تبعية تامة للسلطة التنفيذية) و يتحكم و هوكة القضاء خدم خدمتو . و النهضة هي التلميذ النجيب لبن علي في هذا : فهموا الدرس و قراو و حللوا مقومات الدكتاتورية و تحولوا من ضحايا الى جلادين و الحق شخصيا أنا نعتبر إنهم عمرهم ماكانوا ضحايا و الي يستعمل السلاح و العنف ضد المواطنين و الدولة عادي الدولة تمارس حقها الشرعي في ممارسة العنف حفاظا على الصالح العام . من المفروض ، لكن هيهات : نحنا كالشهيلي إخترنا ديمة نطيبوا لغيرنا و كل ما توفرتلنا فرصة بش نقلبوا الأوضاع موش لصالحنا و إنما لصالح الشعب الي مطلبو واضح من 17 ديسمبر 2010 " شغل ، حرية، كرامة وطنية " .
العشرة السنين الي فاتوا : كنا كلنا متفقين تقريبا إنو القضاء تمّ تطويعو و تركيعو من قبل النهضة و خاصة كيفما شهدوا برشة قضاة من قبل البحيري و لعل الي صار مع بشير العكرمي و الطيب راشد أحسن دليل و قضية القاضية الي تعدي في أموال خيالية بالعملة الصعبة ؛ فعلاش اليوم درنا على بعضنا و نعتبروا إنو الي يقول فيه رئيس الجمهورية و الي يأكدوا في برشة قضاة من باب التدخل في السلطة القضائية و مسّ من استقلاليته ؟ هل إنو مستعدين نخسروا هالفرصة التاريخية لتحقيق مكسب تاريخي ؟ يبدو إنو الإجابة هي نعم بما إنو المتمعشين من المنظومة السابقة . و الي هوما بيدهم يطالبوا بتغيير المنظومة السياسية و يحبوا على إنتخابات مبكرة و يحبوا على ديمقراطية ايه إذا القضاء موش مستقل وإذا اليوم دخول كولوارات المحاكم عبارة دخلت في متاهة شوف تلقى محامي نزيه و متمكن و كفء بش يخرجك منها كيفاش تحبوا نعملوا ديمقراطية ؟ و كيفاش تحبوا نحصنوا الحقوق و الحريات ؟ و كيفاش تحبوا ترجعوا الإستثمار و تشجعوا الناس إنها تجي لتونس ؟
و في المشهد الي كنا فيه و مع التقريطة الي قرطوها المجمدين و من معهم للدستور و للقوانين شنوة الحل للخروج من الأزمة ؟ شنوة الحل اليوم بش نفعلوا مجلس أعلى للقضاء مستقل فعليا و يسهر على استقلالية القطاع دون السقوط في القطاعية المقيتة الي هزت تونس للهاوية ؟ على ما يبدو و كيف نرى تضارب المواقف داخل القضاة بيدهم نقول لازمنا يد إلهية لأنو حلول الأرض إنتهت .
و الوضع أصبح لا يطاق خاطر في غياب محاكم مجهزة لإستقبال المواطنين و قادرة على تسهيل عملية التقاضي إن كان ذلك ماديا و لا زمنيا و في ظل إنعدام الثقة و التشكيك في نزاهة واستقلالية القضاء شنوة صار ؟ المواطنين ولاّو قضاة و المحاكمات ولاّت شعبية موش في الشوارع يمكن لأنّو زمن الشوارع ولّي و إنتهى و إنما شعبية على وسائل الاتصال الإجتماعي . فالمحامين ولاو يعملوا في مرافعاتهم في ستاتوات الفايسبوك ! وثائق و دوسيات مفروتة على فايسبوك ! محاولات للحشد و التجييش و استعطاف على الفايسبوك ! بيانات و عرائض مساندة وقتلي القضايا في طور التحقيق ! تليفونات تصور في الأروقة و نتصور قريبا في قاعة الجلسات : هذا الكل ما يكفيش بش يبين إنو بعد عشرة سنين خربنا أهم ركيزة للدولة المدنية و الديمقراطية ؟ هذا الكل ما يكفيش بش نبيّنوا إنو تمّ إنهاك القضاة و القضاء و إستباحة علوية القانون واستقلالية قرار القضاة بعيدا عن كل أشكال الضغط ؟
يبدو إنو هذا الكل مايكفيش ؟ شنوة لازم ؟ لازم إننا نواصلوا في سياسة القدح و التشكيك و التخوين فمعارضي قيس سعيد ما يختلفوش معاه ابدا في الممارسة متأثرين بالمثل الشعبي : ما أخيبك يا صنعتي كيف نراك عند غيري لين نقضيو على صبر المواطنين و أملهم الأخير و كيفما نبهنا في السابق نعاودوها ميسالش : شعب بلا أمل هو شعب كلو إستعداد للوحشية في أقصى و أقسى أشكالها .
A bon entendeur salut !
تعليقك
Commentaires