لا يبيّضلنا سترة صفراء !
خطفت باريس عاصمة الأنوار هالمدّة الأخيرة عينين العالم. موش بمعالمها ولاّ بسياحتها ولا بساحتها الفنية الغنية و لا بماكلتها و شرابها ... و إنما بسترة صفراء ... تحولت بين ليلة وضحاها و بمفعول فايسبوك الى آلاف السترات في أكبر حركة احتجاجية عرفتها فرنسا منذ ماي 1968.
بعد ما خذا الرئيس الفرنسي الشاب الأنيق الوسيم ماكرون و حكومتو الشابة,المنبثقة عن إنفتاح السياسي على مكونات المجمتع المدني جملة من القرارات كالزيادة في أسعار الوقود وفرض ضريبة مباشرة على الديزل، و ضريبة الكربون ...
أسابيع قرينا فيها عناوين من قبيل : باريس تحترق ! فرنسا تشتعل ! لعنة السترات الصفراء تلاحق ماكرون ! و قرينا على حيوط باريس شعارات من بينها شعار إستوقفني و الاكيد انو استوقف التوانسة على حيوط أحد المباني الباريسية عفانا و عفاكم التعالى !!! " الشعب يريد إسقاط النظام " و كأنو التاريخ يقول " ردّوا بالكم الربيع العربي قد يخفي شتاء أوروبي" بما إنّو حركة السترات الصفراء كيفما "ربيعنا " و ثورة "الياسمين" كيفما سمّاوها الفرنسيس، إنتشرت في بلدان اوروبية أخرى كيفما بلجيكيا، هولندا و حتى ألمانيا و إن كانت الحركة أكثر تنظيما و قوة في فرنسا.
استوقفتني هالحركة الاحتجاجية خاطر ذكرتني في ثورة 17 ديسمبر، لا ثورة 14 جانفي، لا ثورة الكرامة ، لا ثورة الحرية ... برشة أسامي و الهمّ واحد ...
إستوقفني قبل أن يستوقفني تخريب المعالم الأثرية .... إحتقار السلطة للشعب الفرنسي ( لازم نعرفوا الي أكثر من% 70من الفرنسيين مساندين هذه التحركات و أكثر من هذا متبنّين طلباتها) إحتقار بالفعل : إعفاء الأغنياء من ضريبة على الثروة مقابل رافال من الضرائب على العمال و الشغالين، غياب تام لأي إجراء يضمن العدالة الجبائية ... و إحتقار بالكلام أجّج الوضع ،بعض الوزرة الماكرونيين وصلوا لتشبيه"السترات الصفراء" بال (Peste Noire) ، نائبة شعب في مواجهة تلفزية مع المحتجين عاجزة عن تحديد الأجر الأدنى و الأمثلة بالبالة مفادها واحد و وحيد : انو المحتجين أقلية و شرذمة و لا تعبر عن الأغلبية ... و نحنا عنا خبرة في المجال! و كان شاورونا رانا نصحناهم يسيبوا عليهم من هالسياسة خاطر في تونس إنتهات برحيل و نفي بن علي و جانا يا فرحنا 14 جانفي المجيد.... ما شاوروناش و كانت النتيجة موش ثورة ياسمين سلمية و ريحهتا فاوحة و فوّاحة ... ولاّت ثورة حجارة (révolution des pavés) و حرق و تكسير رتعت فيه الحركات الراديكالية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ...
إستوقفني زادة إنو حركة السترات الصفراء في بدايتها عفوية ، غير منظمة و تشكّلت و كبرت بشبكات التواصل الاجتماعي على رأسهم فايسبوك ( الراعي الرسمي للثورات ) وهي خليط غير متجانس بين طبقات اجتماعية مختلفة و مناطق جغرافية مختلفة ( عديد الموقوفين جاو من أرياف فرنسا و فيهم شكون أول مرة يزور باريس) و فيها البطّال و فيها زادة ناس تخدم و كيفما نقولو تشهق ما تلحق و فيها متقاعدين فناو عمرهم يخدموا و اليوم موش خالطين يكمّلوا شهرهم و فيها انتماءات سياسية ... لكن الي يجمع بينهم, ماعدا المطالب الواضحة و الجليّة: هي معاداتهم التامة للسياسية و السياسيين و لجلّ الأحزاب الفرنسية إلي حكمت فرنسا من 40 سنة ... هالقطيعة مع الأحزاب ( تحياتي لحافظ و سفيان و سليم و حمة و رضا و .... تو كان نقعد نكتب في أساميهم الكرونيك توفى ...) خلاّت الرئيس الوسيم في مأزق لا يحسد عليه: ماعندوش إمكانية التواصل و النقاش مع المحتجين ... ماعندوش وسيط زادة بينو وبين شعبو الثائر إلي اعتبر قرار تجميد الضرائب : ضربان لغة، تبهبير، و كعبة حلوى بعد الكفّ ....
الأخطر و هذا خطر ( تحياتي² لحافظ و سفيان و سليم و حمة و رضا و .... تو كان نقعد نكتب في أساميهم الكرونيك توفى ...) إنّو القطيعة مع مؤسسات الحكم ومع ممثليه ومع نوّاب الشعب تنجّم توصّل إلى قطيعة مع الوطن ورموزو من بينها: قبر الجندي المجهول، قوس النصر زادة ...
استوقفني كيف سكرّت التلفزة ... فكرتين:
الاولى إنو عولمة الفقر ولا الظلم خلقت عولمة الاحتجاج و كيفما تحرّكت تونس في 2011 تبعّوها برشة بلدان و كيف هاجت و ماجت و خاضت فرنسا تبعوها زادة برشة بلدان ... في حال بلداننا العربية، كانت ثمة رغبة إننا نقربوا للغرب و اليوم الغرب بحكم فارق السنّ في الثورات و الأدب و التاريخ و السياسة و القانون عندو رغبة في إنو يقلب و لا يعدّل سيستام يحكموا فيه البنوك الدولية و الوسطاء في البورصة ... سيستام قرّر و عاونوه الحكومات إنو يزيد فلوس للي عندو و ينحّي للّي ما عندوش ....
والفكرة الثانية هي أقرب للتساؤل ... إلى في عقاب الليل ... مع ما تيسر من النبيذ التونسي ... والجبن الفرنسي ... يولّي تساؤل وجودي: شكون المسؤول عن القطيعة بين السياسة وبني آدم ؟؟ بين السياسي ووجيعة المواطن ؟؟؟ وراء برشة شعارات سياسية يختار الإعلام عنونتها " ثورة ياسمين" ولا "ثورة سترات صفراء" ولا دعوات تونسية لاحتجاجات " السترات الحمراء" ثمة برشة وجيعة وأحاسيس ... كان من الأحرى لكل الحكومات والرؤساء في عوض يصرفوا برشة بش يتصلوا بالناخب ــ الصندوق ... يسمعوا الناخب بش ما يوليش صندوق عجب يخرج منو الربيع ويخرج منو الأصفر وأكحل الجرذان .... وتحياتي للّي يحكموا ... ماعا دش زمان بوعنبة ... توة كل شعب يوصّي خوه ...
فبحيث ... نقعدوا موش ناقفوا هالمرّة خاطر يظهرلي شهر جانفي بش يتعدّى سخون ... و هاو بدا العرض بجامعة التعليم الثانوي تسخّن . يتهدّد و يتوعدّ اليعقوبي بحركة السترات البيضاء ... بعد ما وقّف الإمتحانات... و تسيّب صيد بوڨلادة ... و هذا يقول حقّ ولاخر يقلّو قانون ,و التلامذة و الوالدين في العفس و بين الساقين. هذا موضوع آخر أمّا لا يبيّضلنا سترة و نحنا بطبيعتنا هالسترات ماهو مستعرف بيهم حدّ لا على كياس و لا في شوانط !
تعليقك
Commentaires