وداعا بجبوج
طول عمري، في قلبي، كانت عندي بلاصة خاصة للعزايز . خبرتهم تحكي و بكلام مطروز من ذهب . و تحسهم عندهم القدرة إنهم يطمنوك و يهونوا عليك أي لحظة : يمكن هذا علاش كيف برشة توانسة حبينا الباجي قايد السبسي. هذا يبقى في جانب ذاتي و خاص. لكن كيف نتفكروا الفترة الي ظهر فيها الباجي قايد السبسي و الذيوبة و الحنوشة و الضبوعة الي دايرة بتونس ، تونس الجمهورية المدنية ، يستناو فيها تبرك بش ينهشوها ، نتفكروا الدور الي لعبوا الباجي قايد السبسي في التوحيد و في خلق فضاء للحوار و خاصة و هذا الأهم في نظري وقتها : في خلق عدو جدي و قوي للنهضة إلي بعد سنوات راحة و إستجمام في بلدان الغرب الكافر ، رجعوا مشمرين على ذراعاتهم بش يقطعوا الخمر تدريجيا ، بش يقطعوا اليدين متع المعتصمين ، بش يأسسوا الأمة و بش يضمنوا الجيش و الأمن.
في الثمانية السنوات الأخيرة وين ظهروا زمرة من السياسيين ثمة زوز إحترفوا فن الخطابة و كل واحد على طريقتو : الشهيد شكري بلعيد و البجبوج. نتفكر زادة إنو في كل حواراتو الأولى ضحكنا برشة ، فالح في التنكيت و ضامر ، كلمتو ديمة على لسانو و ما رشفها لحدّ و هذا مالحاجات الي خلاتو يتحبّ. و أنا نتفرج في عمر أحفادو ساعات ننسى وقتاش تولدت و هو موسوعة و ذاكرتو و حفظو للتواريخ و الأسامي و الوقائع كان ديمة يخليني باهتة و نتفكروا في آخر لمة نهارعيد الإستقلال درس التاريخ الطويل الي عملوا و الي مغزاه كان واضح : الوحدة الوطنية الي للأسف هو بيدو ساهم بمساندتو المطلقة و العمياء لولدو في إفشالها .
العالم الكل ركّز مع معطى و هو موش صغير إنو الباجي قايد السبسي هو الرئيس الي صوتلو مليون مرا. و الحال إنو مستحيل ننساو الدور الكبير الي لعبوا في مزيد تركيز حقوق المرا التونسية . في فترة حكمو تم التصويت على قانون مناهضة العنف ضد النساء و كان له من الشجاعة عكس غيرو و عكس حتى بورڨيبة في إنو يحكي في المحظور و هي مسألة المساواة في الإرث. و لو ما نجحناش في النقطة هاذي لكن كان عندنا كشعب و بلاد ما يكفي من الفخر إننا حكينا في الموضوع رغم إختلافاتنا و مرة أخرى أكدت تونس إنها عكس بقية الدول العربية قدمت أشواط فيما يتعلق بالحريات و بالمساواة و حقوق المرأة .
لكل حدث حديث و الحال إنو موش وقت تقييم فترة حكمو لكن كلمة حق تقال و ما نتصورش نختلفوا فيها ثنين : الباجي قايد السبسي دخل تاريخ تونس الحديثة من الباب الكبير و خرج زادة في يوم تاريخي إلي هو عيد الجمهورية و كأنو التاريخ أو الصدف أو تلك القوى الخارقة قررت إنو إلى الأبد إسم الباجي يقترن بالجمهورية التونسية، حب من حب و كره من كره . و خبر وفاتو ما عدا الحزن الي أحدثو فينا ثمة زادة نوع من الخوف الي يرافقوا : الخوف على الجمهورية خاطر يعيش في تونس من خانها و الخونة كثر و أنواع و أزمة الثقة الي ولات اليوم بيناتنا نحنا الشعب و هوما السياسيين ما تنجم كان تعقد الأوضاع . خان تونس إلي كان يعرف الأوضاع الصحية للباجي و لم يعجل في إرساء المحكمة الدستورية . خان تونس الي كان يعرف الأوضاع الصحية للرئيس و أحدث بلبلة في قانون إنتخابي رفض الرئيس ختمه و قرر هو يعديه للمطبعة الرسمية . خان تونس كل من تقلد مناصب الحكم و السلطة و ما قراش حساب للوضعية هاذي . خان تونس كل شخص رفض إنو يمشي في سياسة توحيد القوى و الجهود إرضاء لذاتو المريضة .
الله يرحم الباجي قايد السبسي و يحمي تونس من الخونة . تونس تعيش .
تعليقك
Commentaires