أكد السياسي مبروك كرشيد خلال استضافته في اذاعة جوهرة اف ام ظهر اليوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021 ، أنه سبق و أن حذر من نظام الحكم الذي نص عليه دستور 2014 والذي فشل في إدارة الدولة بسبب رغبة حركة النهضة في الحكم ، قائلا " لي قناعة أن تونس تسير في طريق خاطئ منذ 10 سنوات فدستور 2014 دستور هجين و هو الذي بحكم أقلية في الأغلبية وهو ما اردت فعله حركة النهضة من خلال 54 نائب في البرلمان يتحكمون في الدولة " .

و قال كرشيد في حواره الاذاعي انه ساند رئيس الجمهورية قيس سعيد حين اتخذ اجراءات يوم 25 جويلية  2021 "بحذر" الا انه و بعد مرور شهرين منذ اعلان الاجراءات أصبح الواقع أكثر ضبابية حسب تعبيره " ساندت قرارات قيس سعيد لانها قرارات باخف الاضرار لكن الرؤية اليوم اكثر ضبابية منذ خطاب سيدي بوزيد الذي أثبت ان رئيس الجمهورية يسير في طريق مسدود ".

و اعتبر كرشيد ان الشرعية تكمن في صندوق الاقتراع من خلال الشرعية الانتخابية محذرا في ذات السياق من تفرد رئيس الدولة بالرأي و رفضه الحوار و الذي يمكن ان يؤدي الى نتائج سلبية و قال في تصريحه " السلطة عبثت برأس قيس سعيد " .

لم يمر الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم  الاثنين 20 سبتمبر 2021 من سيدي بوزيد  مرور الكرام ، و كالعادة حرص رئيس الدولة على تمرير رسائل مشفرة الى خصومه السياسيين مع التهديد باطلاق " صواريخ قانونية " ، و بالنظر الى الدلالة التاريخية لولاية سيدي بوزيد موطن الانفجار الثوري ، تحدث الرئيس بحماس و بتشنج وسط هتافات المواطنين الذين تجمعوا أمام مقر الولاية للمطالبة بالتنمية و التشغيل في ولاية لا تزال تعاني من الفقر و التهميش رغم مرور عقد على الثورة .

والملفت في خطاب الرئيس هو حديثه عن أحكام انتقالية مع الإبقاء على الإجراءات الاستثنائية الأمر الذي يبعث على الحيرة فمن جهة تستوجب الإجراءات الاستثنائية العمل بالفصل 80 من الدستور مع تعليق عمل السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية الممثلة في رئيس الحكومة ، لكن و من جهة أخرى تتطلب الاحكام الانتقالية التي سيعلن عنها إيقاف العمل بالدستور و هي أحكام تتنافى مع الإجراءات الاستثنائية التي أخذت شرعيتها من الدستور .

ر.ع