كرفي رمضان
رمضانكم مبروك و كل عام و إنتوما حيين بخيير ، يحييكم لأمثالو ، سنين دايمة، ديما ملمومين في الخير ! شهر الصيام هو من المفروض حسب ثقافتي الدينية المحدودة و حسب معلوماتي ، المفروض إنو يكون شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات ... هذا المفروض ، نظريا !
على أرض الواقع رمضان عند التوانسة و لاّ على الأقلّ برشة منهم ولّى نوع من "الكرفي" . أوّلا و قبل كل شيء نظرا إنو العين تاكل قبل الكرش و سطوش المواطنين ما تلقى فيه كان العنكبوت . إرتفاع الأسعار خلّى القضية لرمضان ولا في ساير الأيام عملية تعذيب ممنهجة : ترى الناس تدور في المارشيات ترى في الخيرات بعينيها و تموت بقلبها. ترى الناس ماعادش عارفة لوين تلفّت : رمضان بعدو عيد و بعدو صيف و بعدو عيد كبير و بعدو عودة مدرسية ، الحبج عالجرّارة و الطايح مرفوع .
و يظهرلي الشهر الفضيل هذا الي هو شهر تلاوة القرآن و الإيمان و العبادة ولّى بإمتياز شهر الإستهلاك ( إستهلاك التونسي يرتفع فيه ب 34 % ) . شهر قعد معظّم كان بالعظم الي يستهلكوا التونسي و بالزبلة الفايضة المعبية بالماكلة و بالمليون خبزة إلي يتطيشوا يوميا ( يظهرلي من الحاجات الي لازم نراجعوا فيها الدعم ) .
أما للي يعنيهم شهر رمضان، يعني للتوانسة المسلمين، يبقى شهر رمضان بصعبو و بمصاريفو شهر خاصّ في قلوبهم المؤمنة . أما التوانسة موش الكل مسلمين و التوانسة موش الكل مؤمنين . و التوانسة هاذم الحقيقة شهر رمضان بالنسبة ليهم هو شهر "كرفي" بإمتياز.
بعد ما هرب بن علي ـ الي اليوم عايشين على وقع زواج بنتو و طلاق ولد عم بوه، و مرضو و رغباتو في إنو يتدفن داخل أو خارج تراب الوطن ـ إختاروا الجهابذة السياسيين التوانسة أو بعضهم و الأرجح أغباهم إنهم يأسسوا مجلس تأسيسي سيسهر سهرا و سيصر إلحاحا إنو يكتب لها الشعب دستور . دستور بش يكون في مستوى تطلّعات الشعب التونسي و رغبتو ( الي بان بالكاشف إنها ما كانتش رغبتو بما إنّو صوّت للحزب الي يتبرعولو الموتى ) في الحرية و التحرر . ضربوشي أعوام يصيغوا في هاك الدستور؟ ضربوا ! ! وقفوشي بلاد كاملة ؟ وقّفوا ! صادقوش على الدستور ؟ صادقوا ! شكر الله سعيهم أما هاك الدستور بما تكلّف علينا نجّموا نفّخوه و نشربوا ماه .
دستورنا العظيم كان لزم نشبهوا بحاجة ما نلقاش خير من نصبة الفريب و كل واحد يفرز على كيفو . جماعة تاقف في ويل للمصلين و تقلك " دينها الإسلام" و مستحيل تنجم تقدّم معاهم في نقاش ولا في حوار . و جماعة تقلّك دستور ثوري تحرري نصّ على حرية المعتقد و الضمير و كل يشدو بشدوه و تتخلق نوع من الفوضى من أبهى تجلياتها العرك و المعروك متع كل رمضان :عركة القهاوي و الفطارة .
هكة ديمة تُختزل المسألة وإختزال العركة هاذي في إنها عركة قهاوي محلولة و فطارة ولاّ "العازڨينو" في دارجتنا بلعاني و مقصود ، خاطر الناس ما تحبش تحكي في الرسمي : نحنا أحرار ولا لا ؟ نحنا نعيشوا في دولة مدنية و دولة قانون ولا لا ؟ نحنا دولة تحترم الحقوق و الحريات العامة و الفردية ولاّ لا ؟؟ قطعا و بدون أدنى تفكير: لا ! نحنا نعيشوا في دكتاتورية الأغلبية . الدولة الي يتقمعوا فيها "الأقليات" ( نكرهها هالكلمة أما لازم التصنيف ) الدينية أو العرقية أو الجنسية ماهياش ديمقراطية . ديمقراطية أعمل الي تحب أما بالسرقة و في التراكن ماهياش ديمقراطية ، هي دكتاتورية مغلّفة بحاجتين دهاء الخوانجية و أتباعهم و بهامة معارضيهم إلّي وقت العرك الصحيح فيما يتعلق بالحريات الفردية يحشيو روسهم في التراب كالنعامة .
المشكل يا سادة يا مادة موش إني نفطر بالسرقة ولا إني نتخبى ناكل و نشرب بالسرقة ، المشكل إني نخبي قناعاتي و قتلي ناس عندها الحق تعيش و تمارس قناعاتها . المشكل موش تحلوا لا تسكروا قهاوي ومطاعم المشكل إنو ما تحترموش الناس المختلفة و إنو اليوم الدولة تسمح لنفسها إنها تمارس الوصايا و الرقابة على مواطنين بلغوا سن الرشد و يدفعوا في ضرائبهم و أداءاتهم و تتعامل معاهم نفس الدولة طيلة شهر على أساس إنهم خوراج .
المشكل إنو الصايمين في عوض يتلهاو برواحهم و بصيامهم ديمة رامين صميتتهم على غيرهم : المرا لازمها تستر نفسها ، الغير مسلم لازم يتخبى بش يعيش ، الأقليات تختفي .... الخ. و الحقيقة هالطريقة في تعامل الدولة مع مواطنيها و طريقة تعامل المسلمين مع دينهم و مع غيرهم الزوز ولاّو يبعثوا في نفسي نوع من القرف لا نظير و لا حدود له.
المشكل إنو اليوم الحكومات المتعاقبة و بما فيها و على رأسها الحالية تتشدّق علينا نهار و طولوا بملاين السياح الي زاروا ويزوروا و بش يزوروا تونس . آش بش يزوروا جيتكم بجاه المولى : المطاعم السياحية أغلبها مغلق و الباقي دورّها مالوف و بسيسة وبوزة و شربة و بريك . البيران الي عادة فيها الموزيكة و العروض الموسيقية كيف كيف. تي البلاد أصلا تتسكر تقول عايشين في مدينة مهجورة هالسياح آش يجيو يشوفوا ؟؟ آه ينجموا يشوفوا الي مستحيل يراوه في بلدانهم ( بلدان الغرب الكافر كيفما يقولوا و ما كفّار كان نحنا العريبة ) : صفّ قدام كوشة ينجم يوصل كم و مواطنين كل واحد خارج بخبز يوكلّ حيّ كامل تقول يوم الحشد ! ينجم يشوف مواطنين يتفرجوا في مواطنين كيفهم يخدموا في خدمتهم و يدافعوا عليهم بما إنهم فرقة مراقبة إقتصادية تحارب في السرقة في الأسعار تاكل في الخبط و تتعرض للعنف وسط سكاتهم المقرف . ينجموا يتفرجوا في ناس تهرول بعد شقان الفطر للجوامع هازة زربية الصلاة تقول هازين راية النصر و هوما يقوموا الصباح يسمحوا لرواحهم يسرقوا و يكذبوا و يكركروا . ينجموا يشوفوا زادة ، زبلة شعب نهار و طولو يرغي مالفقر و غلاء المعيشة فيها لحم و حوت و خضرة و غلة مطيشين ... هذا السائح مستحيل يراه في بقاع أخرى ماعدا دول العربان !!!
موش مهمّ الإقتصاد : المهمّ أمة محمد كرشها معبية و ضاربة النوم مالصباح للطياح ، ما تحلّهم كان بش تنسنس و تعسّ على غيرها !!!! فبحيث رمضانكم مبروك و كل عام و إنتوما حيين بخيير ، يحييكم لأمثالو ، سنين دايمة، ديما ملمومين في الخير و سيبوا الناس الي ماهياش كيفكم تعيش ! ماهياش مزية و ماهوش إستجداء : هذا حق ! الكلنا قدام الدولة دافعي ضرائب فلذا المطلوب إنو نحترموا بعضنا و إنو المشرع التونسي يراجع قوانينو و يفسرّ للعامة : إذا في دينهم لازم الصوم ثمة ناس في دينها الحجّ يصير بالبوخا و البيرة و الي ثمة ناس ماعندهاش دين أصلا . و أخيرا دعوة للسيد وزير التربية حاتم بن سالم موش وقيت مراجعة بعض المكتب المدرسية وعلى رأسها كتاب التاريخ و التربية المدنية ؟؟؟
تعليقك
Commentaires