لا خيار أمام الباجي قائد السبسي سوى الترشح
لم يفشِ فوزي اللومي القيادي في نداء تونس سرّا عندما صرح أن الباجي قائد السبسي هو مرشح الحزب للإنتخابات الرئاسية. حلم الإنتصار مرة أخرى في الإنتخابات و تمكين الباجي قائد السبسي من ولاية أخرى هما أسباب وجود نداء تونس اليوم، و ليس هناك فكر سياسي أو برنامج حكومي، الإسمنت الوحيد بين أعضاء و قيادات نداء تونس هو الحرب الإنتخابية و كل الآمال التي يعلقها عليها قيادات الحزب.
دعوة نداء تونس الباجي قائد السبسي للتقدم للإنتخابات فاتت المناشدة بأشواط. هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لقيادات الحزب، إذ بدون ترشح الباجي لا وجود لنجله حافظ و لا رضا بلحاج و لا خالد شوكات و لا حتى سليم الرياحي. هناك ضغط من البحيرة على قرطاج لأن قيادات الحزب تفقه جيدا أنه لا وجود لها دون الباجي قائد السبسي، لكن رئيس الجمهورية يتعرض أيضا لضغوطات عائلية تدفعه نحو إعادة التقدم للإستحقاق الرئاسي.
لا حاجة اليوم لإثبات مدى تدخل عائلة الباجي قائد السبسي في خياراته و تحركاته السياسية، فرئاسة الجمهورية توفر لعائلة قائد السبسي حصانة ليست مستعدة للتخلي عنها، خاصة و أن نجل الرئيس فشل في توظيف نداء تونس لإعداد مستقبل سياسي خاص به. من منظور العائلة وجب الحفاظ على الموقع و على جانب من السلطة لأنها تعتبر أن كل المنافسين الآخرين يتربصون بها و لن يتورّعوا عن التنكيل بها في أول فرصة مستعملين السلاح القضائي خاصة.
الضربات التي إستهدفت أناس مثل شفيق جراية و برهان بسيس خاصة أو الهرسلة القضائية التي تعرض لها ما يسمى بالأزلام على يد النهضة تزيد من قناعة عائلة قائد السبسي أنها القادمة على القائمة إذا تخلت عن حصانة رئاسة الجمهورية. لكن وجب إضافة الطموح الشخصي للباجي قائد السبسي لكل هذه المعطيات. أقراب الباجي قائد السبسي و كل من إحتكّ به يعرفون أنه وحش سياسي يكشر عن أنيابه في إطار المعترك الإنتخابي.
يعرف رئيس الجمهورية أن فترة حكمه بعيدة عن النجاح و تميزت خاصة بتواتر الأزمات السياسية، فعكس كل السياسيين يتمتع الباجي قائد السبسي بحس تاريخي يجعله يرفض أن يقترن إسمه في التاريخ بالأزمات و التدهور الإقتصادي و الإجتماعي، فالترشح لولاية ثانية يمنحه إذن فرصة للتدارك و إصلاح أخطاء الماضي. بالإضافة إلى ذلك، لا يرى الباجي قائد السبسي على الساحة السياسية مرشحا أفضل و أكفأ منه لقيادة البلاد، فهو يعتبر أنه له من الحنكة و الخبرة و الدهاء ما يكفي للبقاء في قرطاج و لمجابهة كل المترشحين الآخرين.
صحيح القول أن الباجي قائد السبسي مدفوع دفعا نحو الترشح لولاية ثانية من قبل حزبه و عائلته، لكنه لن يعارض هذه المناشدة و لا يتصور نفسه جالسا في بيته دون دور مهما حاول الإيهام بترفعه عن الحكم و السلطة.
تعليقك
Commentaires