جويلية 1957 أصبح الحبيب بورقيبة، زعيم الحركة الوطنية، أول رئيس للجمهورية التونسية، بعد 252 عاما من حكم البايات الحسينيين، من بينها 76 عاما من "الحماية" الفرنسية .. وفي 1959 تم إجراء انتخابات ورغم أنها شهدت مترشحا وحيدا فاز بنتيجة عريضة جدا (91 بالمائة) فلا شيء يدل على أن تلك الإنتخابات لم تكن ديمقراطية .. أسس بورقيبة الدولة الحديثة وراهن على التعليم والثقافة كما أرسى مبدأ المساواة متطلعا إلى تحويل تونس إلى بلد مشابه لماا كانت عليه سويسرا في أوروبا .. وما زلنا إلى اليوم نجني ثمار هذه السياسة الرائدة..
كلمة أقولها مختصرة: أتحدّى هذه الأحزاب أن ترفع حاجبها بحضور المُلّة، فليس بالغريب أو المستبعد أن يكون قد أعدّ لكلّ حزب منها ملفّا خاصّا يكفل له بأن يقول لها: كوني فتكون.. أو انقرضي فتنقرض.. .
ستتناول هذه الأسطر ردود فعل النافذين التونسيين حول موت الرئيس المصري السابق محمّد مرسي أثناء محاكمته يوم 17 جوان 2019. .
تداهمنا الإنتخبات التشريعية والرئاسية بخطى حثيثة، حتى أن الفترة الإنتخابية للتشريعية تنطلق رسميا بعد أقل من شهر وبالتحديد يوم 16 جويلية 2019 في حين سيفتح باب إيداع الترشحات يوم 22 جويلية وذلك بالنسبة إلى الإنتخابات التشريعية التي ستجرى بين 4 و6 أكتوبر المقبل..
هو سحر السلطة وسحر الحكم.. سحر القيادة وكيف تكون مسالما بيد من حديد.. كيف تقود الناس وعلى شفتك ابتسامة تخفي سكّينا حادّا تضرب به كلّ من أراد أن يرى فيك عيبا.. هو سحر عبارة فتحت أمام هذا الكبير طريقا توصله مباشرة إلى حكام أوربا وأمريكا من غير تأشيرة.. هو سحر من جلس على عنقك وكمد نفس الحريّة فيك ليخطب بين الناس أنّه : الرحيم، الملك، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، القهار، القابض، الباسط، الرافع، المعزّ، المذلّ، السميع، البصير، الحكم، العدل، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، الكبير، الجليل، الجميل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحليم، الودود، المجيد، الحق، الوكيل، القوي.... .
قبل ثلاثة أشهر من الإنتخابات اختار نوابنا الأفاضل هذا التوقيت بالذات لتعديل هذا القانون الذي كان يفترض أن تتم مراجعته منذ 2015 .
يعيشوا التوانسة هالأيامات على وقع نتائج سبر الأراء المتعلقة بنوايا التصويت. حدث جلل يصيب عقل العاقل بشلل. .
مرة أخرى تطالعنا مؤسسات سبر الآراء بنتائج مفزعة بشان المشهد السياسي و نوايا تصويت التونسيين خلال الانتخابات التشريعية و الرئاسية المقبلة و هي نتائج مفزعة بل و كارثية أيضا إن صدقت توقعات هذه المؤسسات لأنها تظهر أن التونسيين عيل صبرهم من الطبقة السياسية و فقدوا نهائيا ثقتهم فيها و أوصدوا أبواب قلوبهم و عقولهم دونها إلى حدّ أصبحوا يخيرون المجازفة و المغامرة بمستقبلهم و مستقبل أبنائهم و مستقبل البلاد برمتها على إعادة التجربة مع من جربوا فخذلوا.
ليس لليساريين في هذه البلاد يسار، الحقيقة دائما واحدة وهي وحدها ثورية، والحقيقة تقول إنّ اليساريين في تونس خاضوا تاريخ هذه البلاد دون يسار، وقدّموا الشهداء والمشرّدين والمساجين، ولكنهم كانوا دائما يفتقدون ذلك اليسار الذي يجعلهم يكونون أصحاب التاريخ والحلم. .
كان يفترض أن تكون مباراة عادية في كرة القدم لا تخرج عن نطاق ما هو متعارف عليه في نواميس اللعبة .
" كانَ القَلَمَّس الكِناني من نَسَأةِ الشُّهور على مَعَدٍّ، كان يَقِف في الجاهِلِيَّة عندَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ فيقول: اللهم إنّي ناسِئُ الشُّهور وواضِعُها مَواضِعُها ولا أُعابُ ولا أُحابُ، اللهم إنّي قد أحْلَلْتُ أحَدَ الصَّفَرَيْن وحَرَّمْتُ صَفَراً المُؤخَّرَ، وكذلك في الرَّجَبَيْن؛ يعني رَجَباً وشَعْبان، ثُمَّ يقول: انفِروا على اسمِ الله ". .
أصبحت أزمة الجبهة الشعبية موضوع نقاش عمومي ولم يعد خفيا حالة الانقسام والاصطفاف داخلها بسبب الصراع بين حزب العمال والوطد. .
كلما حاولنا أن نتناسى هذه الحقائق أو نتجاهلها يعيدها الواقع دائما إلينا حتى تبقى نصب أعيننا .. نعم لقد أخطأ الحبيب بورقيبة شأنه شأن زين العابدين بن علي الذي اقترف هو أيضا عديد الأخطاء كما أن عبير موسي مخطئة باتباعها هذا السلوك الفاشي، لكن لا أحد ينكر أيضا أن الإسلامي يبقى طوال حياته إسلاميا .. فهو لن يصبح يوما ما مواطنا مدنيا ولا تونسيا مثلنا باعتباره يفضل الشريعة الإسلامية على دستور البلاد وقوانينها مثلما يفضل الأمة على الوطن .. أحيانا وبموجب حسِّنا الديمقراطي نحاول عبثا أن نصدِّق راشد الغنوشي حين يشبه نفسه بالديمقراطيين المسيحيين في أوروبا، غير أن الحقيقة تخرج على لسان نائبه عبد الفتاح مورو الذي يرمي إلى دمغجة الأجيال القادمة. فما يبدو على زياد العذاري وحسين الجزيري وسيدة الونيسي من انفتاح ونفس ليبيرالي وحداثي قد يغالط البعض منا لفترة محددة قبل أن يتلقفنا الفكر المتطرف والرجعي لكل من عبد الفتاح المكي ونور الدين البحيري ورضوان المصمودي وعبد الحميد الجلاصي ليذكرونا بأنه هناك فرقا بينهم وبيننا وبأن القيم والمبادئ التي بها يؤمنون تتعارض مع المبادئ التي تقوم عليها حياتنا اليومية..