النائب الإسلامي راشد الخياري عنوان للإفتراءات والتسريبات الكاذبة
يبدو أنّ النائب الإسلامي راشد الخياري تخلى عن مهمّته كنائب في البرلمان وارتدى جبّة ''جوكر توتير المشهد السياسي''، وأصبح الإفتراء والكذب والتآمر والإبتزاز والتسريبات هي أسلوبه للإطاحة بكلّ السياسيين وتشويههم بكلّ الطرق. هذا النائب الإسلامي لطالما مجّد الإرهاب والتطرف واعتمد التلوّن من أجل كسب أصوات ناخبيه للوصول الى البرلمان، في نقس الوقت لم يقدم أية مبادرة تشريعية و لا يتجاوز حضوره داخل لجان المجلس ال 3 بالمائة فيما تبلغ نسبة حضوره داخل الجلسات العامة حوالي 34 بالمائة منذ انطلاقة مدته النيابية في نوفمبر 2019.
لم يسلم من أكاذيب وافتراءات راشد الخياري أيّ أحد، قام بتسريب مقطع فيديو صوتي حول محادثة جرت بينه وبين النائب عن التيار الديمقراطي محمد عمار متعمّدا تسجيل كلام محمد عمار في منزله دون علمه كما يفعل الجواسيس وعصابات المافيا في سقطة أخلاقية لا مثيل لها. على خلفية الشوشرة والتوتّر الذي أثاره ذلك التسريب اللاأخلاقي من نائب إسلامي لا شُغل شاغل له سوى تشويه الناس، تمّ الاستماع لراشد الخياري في خصوص موضوع التسريبات الخاصة بالنائب عن التيار الديمقراطي محمد عمار بصفته شاهدا، وعلى خلفية انتهاء التحقيق، تمّ إصدار قرار يمنعه من نشر أي تسريبات جديدة من الجلسة التي جمعته بمحمد عمار وذلك حفاظا على سلامة الأبحاث.
لم تنته ألاعيب وأكاذيب راشد الخياري عند ذلك الحدّ، حيث قام في بداية شهر أفريل الجاري بنشر تسريب لمكالمة هاتفية لم يعرف مصدرها إلى اليوم، تتحدث فيها الإعلامية والمحامية مية الكسوري عن اقالة رئيس الحكومة الأسبق الياس فخفاخ لتعويضه برئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي واتهم من خلاله تآمر نادية عكاشة ومية القصوري على الدولة واعتبر أنّ هناك اختراق لقصر قرطاج. نادية عكاشة اختارت أن تجيب على الاتهامات التي طالتها عن طريق صفحتها على الفايسبوك فكتبت في تدوينة لها بتاريخ 8 افريل الجاري :" أعلم من وراء هذه الحملات المغرضة والقذرة ولست معنية بكل هذه التفاهات العقيمة لا من بعيد و لا من قريب ".
لم يسلم من راشد الخياري أيضا بعض قيادات النهضة، حيث اتهم عماد الحمامي بأنه مجمّد النشاط صلب الحركة ومطرود منها بسبب ”فساده” و”خيانته” وبأنه تلقى رشاوى مالية لإسناد رخصة لجامعة خاصة حين كان وزيرا للتشغيل برشوة شهرية تجاوزت 10 آلاف دينار. الحمامي دعا النيابة العمومية الى التحرك ضد الخياري وأكّد أنّ هذا الأخير يسعى لتوتير الحياة السياسية وترذيلها ونشر الأخبار الزائفة وانتهاك الحرمات، نافيا ما روجه النائب بشأنه.
النائب الإسلامي الراديكالي راشد الخياري توجّه هذه المرّة إلى رئيس الدولة قيس سعيد واستهدفه شرّ استهداف فاق دناءة تدوينات القيادي الإسلامي بحركة النهضة رفيق عبد السلام التي يستعملها يوميا لسبّ وشتم وتقزيم قيس سعيد. هذه المرّة اشتدّ بالخياري مرض الكذب والإفتراء ونشر فيديو على صفحته الرسمية بالفيسبوك يوم الإثنين 19 أفريل الجاري، اتهم من خلاله رئيس الجمهورية قيس سعيد بالخيانة وأفاد فيه قائلا " قيس سعيد تعامل مع المخابرات الامريكية التي دعمته بأموال كبيرة تصل الى 5 مليون دولار لدعم حملته الانتخابية وايصاله الى سدة الحكم''. وأضاف أنّ المخابرات الامريكية في ظل حكم ترامب تواصلت مع رئيس الجمهورية قيس سعيد لمساعدته للوصول الى الحكم مقابل العبث بالديمقراطية.
"انت خديعة و تعاملت مع الإدارة الامريكية لخدمة الصهيونية في تونس" هكذا اتهم الخياري رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي تحداه برفع الحصانة واللجوء الى القضاء مؤكدا أنّ لديه جميع الوثائق التي تثبت تورطه مع الجهات الامريكية و تلقيه لدعم مالي فاسد. وعلى الفور تحرّكت النيابة العسكرية واستدعت الخياري للإستماع له كمتهم، كما أنّ النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية فتحت قضية في ذات الشأن. وتمّ استدعاء العضو السابق في الحملة الانتخابية الخاصة برئيس الجمهورية قيس سعيد، فوزي الدعاس للتحقيق معه كشاهد، وكان الدعاس قد لجأ إلى القضاء ورفع شكوى ضدّ الخياري وما صرّح به ضدّه.
اتّهامات النائب الإسلامي راشد الخياري لرئيس الدولة قيس سعيد والحملة الشرسة التي قادها ضدّه الإسلاميون مؤخرا استنكرها العديد من السياسيين ورواد الرأي العام، وفقا لرئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق فإنّ هذه التسريبات المزعومة جاءت كرد فعل من الإسلاميين على الزيارة الأخيرة للرئيس قيس سعيد الى مصر حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووصف مرزوق سلوك النائب المتطرف بأنّه مجرد "شعوذة جاسوسية دنيئة"، مطالبا النيابة العمومية بالتحرك ضد راشد الخياري، والتحقيق معه كمواطن عادي بدون حصانة. سعيدة قراش، المستشارة السابقة لرئاسة الجمهوريّة، اعتبرت أنّ نقد رئيس الدولة لا يتم عبر التطاول وقلة الحياء، وأكّدت أنّ النقد لا يعني الهذيان والتطاول وقلة الحياء وأشارت أنّ من لا يعجبه الامر عليه ان يجهز نفسه للانتخابات القادمة اما ما عدى ذلك فهو أمر يدبر لهذا البلد فاحذروه، وفقا لتدوينتها.
كما أنّ الناشطون والشخصيات العامة لم يتردّدوا في السخرية من راشد الخياري ومن دّقة "معلوماته"، باستثناء بعض المعجبين به وتعاليقهم المُطّبلة له أسفل مقطع الفيديو الذي استهدف فيه رئيس الجمهورية. هناك إجماع في التشكيك في أقوال نائب التسريبات، ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المنشد الديني وعازف الطبل السابق لإعطاء معلومات مضللة، لدرجة أنه فقد كل مصداقيته خاصة وأن هذا الفيديو جاء في سياق صراع بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة وراشد الغنوشي رأسا. حركة النهضة التي استنكرت خطاب قيس سعيد واتهمته في بيان لها يوم أمس الثلاثاء بتغوّله على السلطة وأنّه حامل لمشروع دكتاتور، أكّد اليوم عضو المكتب التنفيذي للحركة والمكلف بالإعلام بها خليل البرعومي انّ حركة النهضة تنفي وتكذّب أن تكون لها علاقة مع راشد الخياري مشدّدا على أنّ الحركة تحترم رئيس الجمهورية ولا تُشكك في نزاهته، وأدان البرعومي سلوك الخياري قائلا ''نرفض أن يكون سلوك نائب في البرلمان بهذا الشكل، المسألة لا تستحق التعليق ولا تتطلب بيانا رسميا من النهضة''.
النائب الإسلامي المخضرم راشد الخياري، فقد مصداقيته واقترن اسمه بالإشاعات والأكاذيب والألاعيب التي يفتعلها لتشويه زملائه النواب أو لضرب رئيس الدولة وإثارة الشكوك حوله وذلك خدمة منه للعديد من الأجندات السياسية التي اختنقت من طريقة تسيّير قيس سعيد للبلاد وتُريد إزاحته بشتى الطرق.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires