يواصل رئيس الجمهورية قيس سعيد توعده لمن يصفهم بالمأجورين ، و يغتنم رئيس الجمهورية لقاءاته في قصر قرطاج و زياراته الميدانية لتوجيه رسائل مباشرة "للبعض" و "هؤلاء"  ، و تتنوع الالفاظ التي يستعملها بين "المنافقين" ، "المأجورين" ،"العملاء" و "الفاسدين" و الهدف واحد .

تنوعت الالفاظ التي استعملها رئيس الجمهورية لوصف "هؤلاء" بين المنافقين و الخونة و على سبيل الذكر توعد قيس سعيد في  لقاء جمعه بأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يوم 16 ديسمبر 2020 الخونة و العملاء و قال حينها :" لن نقبل ابدا في ان نتحالف او ندخل فما رتبوه من مؤامرات نحن على العهد مع الشعب التونسي، لن نتراجع عن كل التزام و عن أي موقف، تونس فوق الجميع، عاهدت الشعب لان أكون مخلصا له و لن اتردد ابدا في اللجوء الى كل الوسائل القانونية المتاحة "، و في  كلمة القاها يوم 31 ديسمبر 2020 قال سعيد ان" البعض" في تونس حاول إجهاض الاتفاقات ، و خلال لقاءه حافظ الفيتوري رئيس جمعية المفروزين قال رئيس الجمهورية ان البعض اختار النفاق و التلون بكل الألوان و بالتأكيد سياتي يوم يلفظهم فيه الشعب :" نحن على المبدأ و على العهد و لن نحيد عن المبادئ التي اخترناها و على العهود التي  عقدناها ، للأسف كثيرون في تونس يتظاهرون بما لا يبطنون و لكن نحن لنا وجه واحد و ليس لنا وجهان نحن اخترنا طريق الصدق " .

و لعل اخر تصريح توعد  فيه قيس سعيد من يعتبرهم بالمأجورين كان مساء اليوم السبت 27 فيفري 2021 اثناء زيارة قام بها  لمعاينة الأرض التي سيقام عليها مشروع مدينة الأغالبة الطبية ، حيث اكد رئيس الجمهورية على ثباته و وفاءه للمبادئ ضد الاسن المأجورة :" سنعمل على الوفاء و بوعودنا للشعب التونسي و كثيرة هي الالسن و الأقلام المأجورة وهذا دحض و تفنيد لهذه الابواق و الالسن المسعورة " و أضاف سعيد في تصريحه :" نحن لا نتحرك وفق حساباتهم و لا وفق ترتيباتهم بل وفق مبادئنا و حساباتهم لا تعنينا ... و ستحبط أعمالهم و سيكذب التاريخ أعمالهم و هو لا يستحقون حتى الانتباه اليهم " .

و بعد أبي العلاء المعري استنجد رئيس الجمهورية هذه المرة بقصيدة عنصرية للمتنبي قالها في هجاء كافور الاخشيدي حاكم مصر .:" قدرهُمْ لديّ بالفلسين مردودُ" و جاء في القصيدة مطلعها  عيد بأية حال عدت يا عيد :"

أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً                      أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ

أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ                        في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ            عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟

و في اشارة مباشرة الى المسيرة التي نظمتها حركة النهضة اليوم السبت لمساندة حكومة هشام المشيشي ،  استنكر رئيس الجمهورية اهدار المال على المسيرات في الوقت الذي تعاني فيه تونس من ازمة اقتصادية  :"تشاهدون كيف تظهر و تهدر الأموال و كل مساء يتحدثون عن الإفلاس ، تونس ليس لديها مال بل لديها نساء و رجال و لن نقبل بأي مقايضة في حق الشعب" و اكد قيس سعيد ان الأموال التي صرفت على مسيرة حركة النهضة صرفت على من هم دون ضمير :"تشاهدون الأموال كيف تصرف و لكننا في طريق أخرى تصرف فيها الأموال للشعب و للمحتاجين و ليس لمن ليس لديهم إرادة و ليس لديهم إحساس " و أضاف قائلا :"لا اريد الحديث عما يفعلون و لا يستحقون حتى مجرد الالتفاف اليهم " .

يذكر ان حركة النهضة كانت قد نظمت اليوم السبت مسيرة مساندة لحكومة المشيشي في ظل ازمة التحوير الوزاري ، و خلال كلمة القاها رئيس الحركة راشد الغنوشي امام أنصاره قال  ان :" بلادنا تحتاج الى إصلاحات لدينا اشياء كثيرة فاسدة ، نحتاج الى اصلاح أخلاقي و اصلاح ديني " وفي نفس الوقت الذي يدعو فيه رئيس حركة النهضة الى الإصلاح تعرض عدد من الصحفيين الى اعتداء من قبل لجنة تنظيم المسيرة ، فكيف يدعي رئيس حزب الإصلاح في الوقت الذي لا يحترم فيه الصحفيين و الاعلام ؟ و كيف يتحدث عن إصلاحات للدولة التونسية في الوقت الذي فشل فيه في إدارة مجلس نواب الشعب ؟

ر.ع