مظهر آخر من مظاهر العبث والجنون شهدها الأسبوع المنقضي ويتمثل في الجدل الأبدي حول سبر الآراء .. والضحية الكلاسيكية بالطبع كانت حسن الزرقوني الذي نجح في إغضاب الجميع كعادته .. فنحن في بلد يرفض أن يعالج آلامه وأمراضه وهو في أحسن الحالات قد يكتفي بأخذ جرعة من المسكّنات لعلاج داء السرطان. .
طبعا الموضوع ليس تحريرا لمقالة فقهية، وليس مقاربة فيما أورده الدستور من بنود تدعّم حرية المعتقد.. وإنّما هو معالجة لمسألة ما كنّا نقف عندها في سنوات قليلة مضت. .
رمضانكم مبروك و كل عام و إنتوما حيين بخيير ، يحييكم لأمثالو ، سنين دايمة، ديما ملمومين في الخير ! شهر الصيام هو من المفروض حسب ثقافتي الدينية المحدودة و حسب معلوماتي ، المفروض إنو يكون شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات ... هذا المفروض ، نظريا ! .
قررت رئاسة الحكومة اعفاء مدير القناتين الوطنيتين الأولى والثانية من مهامه. وجاء هذا القرار اثر بث القناة الثانية في اليوم الأول من رمضان لبرنامج ديني من الأرشيف تضمن دعاء ونهمئة للرئيس الأسبق زين العابدين بن على ولزوجته. واعتبر بيان الاقالة أن هذا البرنامج /مس من مشاعر المشاهدين من التونسيين/ مضيفا انه تم فتح بحث اداري والشروع في اجراءات التتبع الجزائي ضد من تثبت مسؤوليته عن بث هذا البرنامج..
هناك اجماع حاصل لدى التونسيين بأنّ النخب السياسية والفكرية والثقافية عجزت عن إيجاد الأجوبة الحقيقية للأسئلة التي يطرحها الواقع التونسي بكلّ تناقضاته؟ .
اليوم تدخل تونس في عطلة جماعية مطوَّلة قد تتواصل إلى غاية سبتمبر أو أكتوبر لتعود بعد ذلك عجلة الإنتاج للدوران ولئن يصعب الحديث في حالنا عن إنتاجية حقيقية .. فانطلاقا من اليوم سنكون على موعد من جديد مع ظاهرة التأخر في مباشرة العمل صباحا وقضاء بعض الشؤون منتصف النهار قبل أن يستسلم الكثيرون السبات خفيف أو ما يعرف عندنا بالقيلولة في انتظار موعد الإفطار والذي يتناول فيه الصائم ما لذ وطاب من الشهوات ثم يجلس أمام التلفاز لمتابعة المسلسل الرمضاني ليشغل ما تبقى من السهرة في لعب الورق بأنواعه هذا البرنامج اليومي للرجال ...
كان لقاء عفويا، ولا أدري إن كان نقل خطاب السيد الشاهد مباشرة في قناة خاصّة عفويا أيضا.. المهمّ أنّ الجمع فرض نفسه عليّ، فحملت على متابعة الخطاب، خاصّة لما تميّز به الخطيب من لهجة لم نعهدها فيه، ونبرة لم نألفها معه.. .
كميونة ... تركتور ... يعبيو النساء على بعضها... فحادث ...فموتى ... فحملة تعاطف... ففولارة خضراء تعلقت و لبسها الي يسوى و ما يسواش... فرملي ... فجرثومة ... فوفاة 12 رضيع ... فكراظن ... فبلاد خاضت ... فلجنة تحقيق ... فما ثمة والو !!! فنمرّ إلى نغم متع سنية مبارك !!! .
في خطوة استفزازية واضحة، قرر شق سفيان طوبال تجميد نشاط المدير التنفيذي السابق للنداء حافظ قائد السبسي. وكان رد الأخير وتوابعه سريعا ومدويا فردوا الصاع صاعين وقرروا تجميد عضوية كل من سفيان طوبال وأنس الحطاب وعادل الجربوعي وعبد العزيز القطي وطردهم من كتلة النداء في البرلمان.
هل يعني الموت الجماعي للعاملات في القطاع الفلاحي مجرّد حادث مرور ناتج عن الإهمال؟ هل يعني الموت الجماعي للأطفال في مستشفى الرابطة مجرّد خطأ طبي ناتج عن الإهمال؟ هل يعني ابتلاع البحر لمئات من الشباب الهارب من هذه البلاد، مجرّد رغبة في بلوغ أوروبا؟ هل يعني تفقير الجزء الغربي من تونس، مجرّد سهو تاريخي أم بسبب قسوة الطبيعة؟.
كان الأسبوع المنقضي في تونس زاخرا بالأحداث وهذا أمر طبيعي نسبيا، خاصة ونحن على بعد أقل من عشرة أيام من "العطلة الكبرى" فبحلول رمضان شهر الصيام وإلى غاية شهر سبتمبر، نكون على موعد وطني مع التكاسل والتواكل والتقاعس، مع قدوم فصل الصيف والعمل بنظام الحصة الواحدة؛ "مقبرة العمل والإنتاجية".. ثم نشتكي بعد ذلك من ارتفاع نسبة التضخم ونسب الفائدة وانخفاض الدينار.. .
وحذار!! إياكم أن تنتقدوا سياسة ابن القارح التونسي.. فهو لا يقول إلاّ حقّا، وسياسته هي النافذة فينا منذ ثورة " الخريف العبري"...
بعد الثورة تقريبا ما ثماش قطاع ما أضربش و ما طلبش بالزيادة في الأجور. الإضرابات ولاّت تستحق نشرة جوية خاصة بها في بلاد.
حسابيا، يمكننا أن نقول إننا دخلنا فترة الستة أشهر الأخيرة من عمر الحكومة، بما معناه أنه لم يعد دستوريا سحب الثقة منها، اذن حكومة يوسف الشاهد ستبقى في إدارة الدولة الى الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها في نوفمبر 2019. .
شهر رمضان على الأبواب وفي مثل هذه المناسبة من كل سنة يتركّز الإتصال الحكومي على أسعار المواد الغذائية في مختلف أسواق الجملة .. هي سُنّة دأب عليها سياسيونا منذ عقود .. مهما كانت طبيعة النظام، ترى الحُكّام يحجون إلى سوق الجملة وحبّذا لو كانت الزيارة فجئية .. هكذا هو الوضع منذ الزعيم الحبيب بورقيبة وإلى يومنا هذا مع حكومة يوسف الشاهد. جميعهم، سواء كانت الصفة وزيرا أولا أو رئيسا للحكومة، لم يحيدوا عن هذه الثوابت أولها القيام بزيارة فجئية إلى سوق الجملة والثانية زيارة مماثلة إلى ميناء رادس. .