هناك ثلاثة مواضيع استحوذت على الأخبار خلال هذا الأسبوع، وهي: وفاة سبعة ولدان بمستشفى محمّد التلاتلي بولاية نابل، والاعلان عن حزب ''قلب تونس'' برئاسة نبيل القروي، وتعطّل حركة سير السكك الحديدية في تونس بسبب نفاد كميات الوقود. .
أفكار - منجي الخضراوي
ستتناول هذه الأسطر ردود فعل النافذين التونسيين حول موت الرئيس المصري السابق محمّد مرسي أثناء محاكمته يوم 17 جوان 2019. .
ليس لليساريين في هذه البلاد يسار، الحقيقة دائما واحدة وهي وحدها ثورية، والحقيقة تقول إنّ اليساريين في تونس خاضوا تاريخ هذه البلاد دون يسار، وقدّموا الشهداء والمشرّدين والمساجين، ولكنهم كانوا دائما يفتقدون ذلك اليسار الذي يجعلهم يكونون أصحاب التاريخ والحلم. .
أصبحت أزمة الجبهة الشعبية موضوع نقاش عمومي ولم يعد خفيا حالة الانقسام والاصطفاف داخلها بسبب الصراع بين حزب العمال والوطد. .
حمادي الجبالي يريد أن يكون رئيسا للجمهورية التونسية شعاره في ذلك ''الاستقامة ونظافة اليدين''. .
لم يعد للجبهة الشعبية نفس الحضور الذي كانت عليه قبل ثلاث سنوات خلت، فهي اليوم شبه مفكّكة، الصراع لم يعد خفيا بين حزب العمال وحزب الوطد الموحّد، إنها تعيش حالة سريرية عشية الاستحقاقات الانتخابية. .
في احدى القضايا المنشورة بمحكمة في سوسة، جاء في حيثيات الحكم كلمة ''تونسي من أصل يهودي'' فهل يجوز مثلا أن نقول في إطار المساواة بين المواطنين، تونسي من أصل مسلم، أو من أصل مسيحي؟ .
هناك اجماع حاصل لدى التونسيين بأنّ النخب السياسية والفكرية والثقافية عجزت عن إيجاد الأجوبة الحقيقية للأسئلة التي يطرحها الواقع التونسي بكلّ تناقضاته؟ .
هل يعني الموت الجماعي للعاملات في القطاع الفلاحي مجرّد حادث مرور ناتج عن الإهمال؟ هل يعني الموت الجماعي للأطفال في مستشفى الرابطة مجرّد خطأ طبي ناتج عن الإهمال؟ هل يعني ابتلاع البحر لمئات من الشباب الهارب من هذه البلاد، مجرّد رغبة في بلوغ أوروبا؟ هل يعني تفقير الجزء الغربي من تونس، مجرّد سهو تاريخي أم بسبب قسوة الطبيعة؟.
حسابيا، يمكننا أن نقول إننا دخلنا فترة الستة أشهر الأخيرة من عمر الحكومة، بما معناه أنه لم يعد دستوريا سحب الثقة منها، اذن حكومة يوسف الشاهد ستبقى في إدارة الدولة الى الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها في نوفمبر 2019. .
اذا اعتبرنا أنّ الترويج لإرغام طفل صغير على تناول مواد كحولية واستهلاك التبغ، انحرافا أخلاقيا وحضاريا وسلوكا اجراميا يستوجب القراءة الاستثنائية، فانّ النظر الى مقتل 14 رضيعا في مستشفى الولادات بالرابطة والكشف عن معسكر يتم فيه استغلال الأطفال في الرقاب من ولاية سيدي بوزيد والكشف عن تورّط مدرّس في استغلال عشرين تلميذا استغلالا جنسيا، وما خفي كان أعظم، إضافة الى ما يتعرّض له الأطفال من قصف يومي في التلفزة والقسم والشارع مع انسداد الأفق نتيجة الوضع التربوي بمعنى نتيجة وضع المؤسسة التربوية راهنا التي دخلت مسارات الانهيار القيمي والحضاري من خلال برامجها ومكوّناتها وبنيتها التحتية وظروفها....
هل يجب أن نعلن فشل تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، حتى يتأكد لنا فشل النخبة السياسية التي قادت البلاد منذ الرابع عشر من جانفي، أم أننا أمام حالة تاريخية لها حتمياتها وشروطها الذاتية والموضوعية؟ .
طفت في الآونة الأخيرة قضيّة جوسسة يشتبه في تورّط الموظف التونسي بالأمم المتحدة المنصف قرطاس وموظف بالسفارة الأمريكية، ومن المرجّح أن يرتفع عدد المتهمين، إذا تمّت التحقيقات بشكل طبيعي ودون ضغوط. .
يختصر بعض المتابعين والنقاد المشهد السياسي الراهن بكونه ''سريالي''، فلماذا هو كذلك؟.
كنت أعتقد أنّ استخدام أستاذ بإحدى الاعداديات بالقيروان للقرآن في فرض فيزياء، حالة من حالات الانفلات المعرفي التي تعرفها كلّ المجتمعات وفي كلّ الأوقات. .
هل يجب أن ننتظر الحقيقة كاملة في كارثة قتل الأطفال الرضّع بمستشفى وسيلة بورقيبة بالرابطة؟ أم أنّ المسألة ليست عند تحميل بعض المسؤوليات والتعامل مع القضيّة على أنها حادثة معزولة تنتهي آثارها بمجرّد الكشف عمن يُفترض أنها يقف وراءها؟ .
لم يستوعب جزء مهم من الرأي العام، حكاية الرسائل المسمومة، بل هناك من كذّبها علنا واعتبرها حيلة من الحيل التي يتمّ استعمالها من حين لآخر لغرض سياسي أو حتّى أمني، وهناك من تساءل عن صدقية الرواية، اذ من المفترض أن تتولّى مصالح البريد بالاشتراك مع المؤسّسة الأمنية اعلام الناس بالحقيقة كاملة..
سنة 2007 التقيت المحامي المناضل شكر بلعيد، أمام مقهى العايش بشارع باب بنات قبالة قصر العدالة، كان متوتّرا على غير عادته، سألته عن حاله فحدّثني عن قضيّة إرهابية يدافع فيها عن أحد المتهمين، سألته مرّة أخرى عن المبرّر الذي يجعل محاميا تقدّميا يساريا يدافع عن إرهابي، لا شكّ أنّه متورّط في الدم، خاصة وأنني أعرف أنّه لا يقبل الحصول على لقاء مادي لنيابته في مثل هذه القضايا. .
في أحد أيام شهر مارس سنة 2005، كانت الحركة داخل مبنى قصر العدالة بباب بنات مثيرة للتساؤل، انتشار كبير لأعوان أمن بالزي المدني وإجراءات استثنائية أمام القاعة عدد 5، شدّني الفضول الصحفي، فدخلتها، كان المحامون مثنّى وثلاث يهمسون بهدوء، وكان باديا على الأمنيين أنهم بصدد الاعداد لشيء ما. كانت رائحة الرطوبة تتسلّل بين حركات الدخول والخروج، الصمت يكاد يغلب بعض الكلمات الملقية في غير الاتجاه. فجأة بدأ ادخال عدد من المساجين الموقوفين من باب ضيق صغير يفتح على مدرج يؤدّي الى غرف الإيقاف، أو ما يطلق عليها ''بيت الدجاج''. أكثر من عشرة موقوفين. لم يكد بعضهم يأخذ مكانه حتى دخلت هيئة المحكمة. خمسة قضاة يميّز لباسهم المخيف الأبيض والأسود الاّ واحد منهم كانت نظاراته كبيرة ميّز لباسه اللون الأحمر، جلس ممثل النيابة العمومية في مكانه الذي يحيط به شرطيان، واستقرّ شاب نحيف في مكان الكتابة المنخفض بالمقارنة مع بقية المكاتب..