كل هذه الإحتمالات والفرضيات، رغم طرافتها، قد تضعنا أمام عناوين للصحف التونسية والأجنبية.
أفكار - نزار بهلول
بالنظر إلى مجريات الأمور فإن الناخب التونسي لن يجد نفسه يوم 15 سبتمبر 2019 أمام خيارات عديدة في ظل كثرة المترشحين من المافيوزي والمتهربين من الضرائب والإسلاميين والشعبويين ...
من المؤكد أن ما أتاه يوسف الشاهد مخالف للقانون ومناف للديمقراطية ...
معظم مؤسسينا ينطبق عليهم هذا القول فهم أغبياء في هيئة أذكياء وهذا لا ينطبق فقط عليهم ولكن أيضا على "أصدقاء" الترويكا الذين صادقوا على ذلك الدستور من أمثال علي العريّض ومنصف المرزوقي. .
في انتظار قرار رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، المتعلق بإمضاء القانون الإنتخابي الممن عدمه (وهو قرار يُنتظر تجسيمه اليوم أو غدا) وفي انتظار النتائج الرسمية للهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بالنسبة إلى الإنتخابات البلدية الجزئية التي جرت أمس الأحد في باردو والتي من المنتظر الإعلان عنها غدا الثلاثاء، لا بد من قراءة موجزة وسريعة لهذه النتائج...
الخميس 27 جوان 2019 كان خميسا أسود بالنسبة إلى تونس.
جويلية 1957 أصبح الحبيب بورقيبة، زعيم الحركة الوطنية، أول رئيس للجمهورية التونسية، بعد 252 عاما من حكم البايات الحسينيين، من بينها 76 عاما من "الحماية" الفرنسية .. وفي 1959 تم إجراء انتخابات ورغم أنها شهدت مترشحا وحيدا فاز بنتيجة عريضة جدا (91 بالمائة) فلا شيء يدل على أن تلك الإنتخابات لم تكن ديمقراطية .. أسس بورقيبة الدولة الحديثة وراهن على التعليم والثقافة كما أرسى مبدأ المساواة متطلعا إلى تحويل تونس إلى بلد مشابه لماا كانت عليه سويسرا في أوروبا .. وما زلنا إلى اليوم نجني ثمار هذه السياسة الرائدة..
تداهمنا الإنتخبات التشريعية والرئاسية بخطى حثيثة، حتى أن الفترة الإنتخابية للتشريعية تنطلق رسميا بعد أقل من شهر وبالتحديد يوم 16 جويلية 2019 في حين سيفتح باب إيداع الترشحات يوم 22 جويلية وذلك بالنسبة إلى الإنتخابات التشريعية التي ستجرى بين 4 و6 أكتوبر المقبل..
قبل ثلاثة أشهر من الإنتخابات اختار نوابنا الأفاضل هذا التوقيت بالذات لتعديل هذا القانون الذي كان يفترض أن تتم مراجعته منذ 2015 .
كان يفترض أن تكون مباراة عادية في كرة القدم لا تخرج عن نطاق ما هو متعارف عليه في نواميس اللعبة .
كلما حاولنا أن نتناسى هذه الحقائق أو نتجاهلها يعيدها الواقع دائما إلينا حتى تبقى نصب أعيننا .. نعم لقد أخطأ الحبيب بورقيبة شأنه شأن زين العابدين بن علي الذي اقترف هو أيضا عديد الأخطاء كما أن عبير موسي مخطئة باتباعها هذا السلوك الفاشي، لكن لا أحد ينكر أيضا أن الإسلامي يبقى طوال حياته إسلاميا .. فهو لن يصبح يوما ما مواطنا مدنيا ولا تونسيا مثلنا باعتباره يفضل الشريعة الإسلامية على دستور البلاد وقوانينها مثلما يفضل الأمة على الوطن .. أحيانا وبموجب حسِّنا الديمقراطي نحاول عبثا أن نصدِّق راشد الغنوشي حين يشبه نفسه بالديمقراطيين المسيحيين في أوروبا، غير أن الحقيقة تخرج على لسان نائبه عبد الفتاح مورو الذي يرمي إلى دمغجة الأجيال القادمة. فما يبدو على زياد العذاري وحسين الجزيري وسيدة الونيسي من انفتاح ونفس ليبيرالي وحداثي قد يغالط البعض منا لفترة محددة قبل أن يتلقفنا الفكر المتطرف والرجعي لكل من عبد الفتاح المكي ونور الدين البحيري ورضوان المصمودي وعبد الحميد الجلاصي ليذكرونا بأنه هناك فرقا بينهم وبيننا وبأن القيم والمبادئ التي بها يؤمنون تتعارض مع المبادئ التي تقوم عليها حياتنا اليومية..
لم يكن سوى مقترح قانون أي مجرد مقترح ومع ذلك أسال الكثير من الحِبر كما لو كام الأمر يتعلق بالشروع الاجتماعي والاقتصادي الذي سيتبعها التونسيون خلال العشرية المقبلة..
أعلن الأسبوع الماضي سامي الفهري، صاحب قناة الحوار التونسي اعتزامه شراء 49 بالمائة من أسهم قناة التاسعة .
من أكثر المواضیع التي استقطبت اهتمام مواقع التواصل الإجتماعي وألهبت نسق التعالیق فیها مقطع فیدیو أثار كثیرا من الجدل وهو كذلك حال قضیة في إطار العدالة الإنتقالیة أو.
مظهر آخر من مظاهر العبث والجنون شهدها الأسبوع المنقضي ويتمثل في الجدل الأبدي حول سبر الآراء .. والضحية الكلاسيكية بالطبع كانت حسن الزرقوني الذي نجح في إغضاب الجميع كعادته .. فنحن في بلد يرفض أن يعالج آلامه وأمراضه وهو في أحسن الحالات قد يكتفي بأخذ جرعة من المسكّنات لعلاج داء السرطان. .
اليوم تدخل تونس في عطلة جماعية مطوَّلة قد تتواصل إلى غاية سبتمبر أو أكتوبر لتعود بعد ذلك عجلة الإنتاج للدوران ولئن يصعب الحديث في حالنا عن إنتاجية حقيقية .. فانطلاقا من اليوم سنكون على موعد من جديد مع ظاهرة التأخر في مباشرة العمل صباحا وقضاء بعض الشؤون منتصف النهار قبل أن يستسلم الكثيرون السبات خفيف أو ما يعرف عندنا بالقيلولة في انتظار موعد الإفطار والذي يتناول فيه الصائم ما لذ وطاب من الشهوات ثم يجلس أمام التلفاز لمتابعة المسلسل الرمضاني ليشغل ما تبقى من السهرة في لعب الورق بأنواعه هذا البرنامج اليومي للرجال ...
كان الأسبوع المنقضي في تونس زاخرا بالأحداث وهذا أمر طبيعي نسبيا، خاصة ونحن على بعد أقل من عشرة أيام من "العطلة الكبرى" فبحلول رمضان شهر الصيام وإلى غاية شهر سبتمبر، نكون على موعد وطني مع التكاسل والتواكل والتقاعس، مع قدوم فصل الصيف والعمل بنظام الحصة الواحدة؛ "مقبرة العمل والإنتاجية".. ثم نشتكي بعد ذلك من ارتفاع نسبة التضخم ونسب الفائدة وانخفاض الدينار.. .
شهر رمضان على الأبواب وفي مثل هذه المناسبة من كل سنة يتركّز الإتصال الحكومي على أسعار المواد الغذائية في مختلف أسواق الجملة .. هي سُنّة دأب عليها سياسيونا منذ عقود .. مهما كانت طبيعة النظام، ترى الحُكّام يحجون إلى سوق الجملة وحبّذا لو كانت الزيارة فجئية .. هكذا هو الوضع منذ الزعيم الحبيب بورقيبة وإلى يومنا هذا مع حكومة يوسف الشاهد. جميعهم، سواء كانت الصفة وزيرا أولا أو رئيسا للحكومة، لم يحيدوا عن هذه الثوابت أولها القيام بزيارة فجئية إلى سوق الجملة والثانية زيارة مماثلة إلى ميناء رادس. .