يختصر بعض المتابعين والنقاد المشهد السياسي الراهن بكونه ''سريالي''، فلماذا هو كذلك؟.
وفي الأثناء تنتصب الحكومة على رؤوسنا مثل النيزك .
20 مارس ! لبرشة شباب توانسة ماعدا إنو إم باكو دخان و لا يوم فيشتة يتسكّع فيه المواطن و يصبح راقد ما يعنيش حاجة كبيرة. الحقيقة بعد "ثورة" الياسمين ، 20 مارس كان يوم مجيد و كانوا التوانسة و بالأخصّ التونسيات يخرجوا في مسيرات تجوب شوارع المدن التونسية تعبيرا عن حبهم لبلادهم و تعلقهم الكبير بتونس المدنية و نمط عيشها و الحظّ الي عندنا مقاربة بغيرنا من الشعوب العربية إنا عايشين في بلاد توفّر شوية حريات..
لم يكن خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بمناسبة احياء عيد الاستقلال مفاجئا. .
كنت أعتقد أنّ استخدام أستاذ بإحدى الاعداديات بالقيروان للقرآن في فرض فيزياء، حالة من حالات الانفلات المعرفي التي تعرفها كلّ المجتمعات وفي كلّ الأوقات. .
من الصعب في الفترة الأخيرة الخوض في الشأن السياسي دون الحديث عن عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر التي استقطبت الأضواء وتحاليل المهتمين بالشأن السياسي حيثما حلت .. آخرها أنشطتها الناجحة، الإجتماع الكبير الذي أشرفت عليه بسوسة نهاية الأسبوع الماضي وهو ما يؤكد أن فريقا من المختصين يقف وراء تنظيم اجتماعات سليلة حزب التجمع المنحل..
بماذا نفسّر اجتماع هذه المصائب على رؤوسنا في فترة واحدة؟ ومن يقف وراءها؟ سؤال قد يستفزّ البعض، لكنّه تحوّل إلى حقيقة تصدمني كلّ يوم، حقيقة أقرؤها في الأحداث اليومية التي تمرّ بها بلادي. وإلاّ بماذا نفسّر هذه الصدف مجتمعة ؟ صدف تركّز على إلحاق الأذى بصغار: من رضّع ... إلى أطفال في نعومة أظفارهم؟ .
من أين أدخل المدينة ؟ من أين أدخل الكرونيك ؟ كل جمعة نقول لازم نحاول نهرب على السائد و على الجوّ العامّ و نستغلّ هالفضاء لبثّ بعض الموجات الايجابية لعلّها تجيب الابتسامات العرضية على وجوه مكشبرة في هالبلاد مالصباح للطياح ... لكن هيهات !! الواقع ولّى غالبنا ويلاحق فينا حتى في أغرق مافينا و ولّينا نحلموا في الليل بأخبار النهار..
تعددت الكوارث والمصائب التي مست قطاعي التربية والصحة في الفترة الأخيرة وتكاثرت الملفات الخطيرة التي أظهرت النكبة التي حلت بهذين القطاعين وأظهرت عمق الأزمة التي لا يعيشها هذان القطاعان فحسب وإنما كل المجتمع التونسي. .
هل يجب أن ننتظر الحقيقة كاملة في كارثة قتل الأطفال الرضّع بمستشفى وسيلة بورقيبة بالرابطة؟ أم أنّ المسألة ليست عند تحميل بعض المسؤوليات والتعامل مع القضيّة على أنها حادثة معزولة تنتهي آثارها بمجرّد الكشف عمن يُفترض أنها يقف وراءها؟ .
وطن بأسره في حالة حزن شديد وحداد غير مُعلن، على إثر وفاة 12 رضيعا، قبل أن تلحق بهم أم أحد الرضّع المتوفين، رحمهم الله..
حالنا في تونس وفي بقية الدول العربية هي شبيهة بقصّة الصرصار والنملة.. ومن منّا لم يشغف بها وهو صغير؟ لكن، حذار فصرصار القرن الواحد والعشرين ونملة القرن الواحد العشرين قد كبرا في السنّ وتغيّرت أنماط تفكيرهما. وغابت تلك الصورة البريئة لبطلينا ليتغير معهما جنس الحكاية فصارت " لعبة الصرصار والنملة" ، وإذا بالحكاية غريبة عنّا وإذا بالسكينة خوف وحيرة : .
ناس بكري كانو دمادم ... قدّ مالوقت يتعدّى قدّ ما بعض الأمثلة الشعبية تاخذ معناها ... و من جملة ناس بكري ما قالوا " كلّ واحد يعطيه على قدّ قلبو !!!" . و كيف نرى شنوة عطانا و فاش نعيشوا ما نجّم كان نستنتج ما أصغر قلوبنا !!! قلوبنا صغارو, لين المحبّة فنات و توفّات و لا ريحة و لا خبر . حتى حدّ ما سمع و لا ثمة ميت و لا مشينا في جنازة. كيف تغيب المحبّة ما يقعد شيء و لاّ تقعد الخيوبية و الكلام المرزي ..
يبتعد رجال السياسة عادة عن المفاجئات لأن من شأنها أن تربك الأنصار قبل الخصوم فتراهم يحضرون لتغيير مواقفهم أو تحالفاتهم عبر جرعات من التصريحات المتتالية والإشارات المتلاحقة قبل الاعلان عن القرار الجديد بشكل انسيابي يدخل دون ضجة في خانة المنتظر والمتوقع. .
لم يستوعب جزء مهم من الرأي العام، حكاية الرسائل المسمومة، بل هناك من كذّبها علنا واعتبرها حيلة من الحيل التي يتمّ استعمالها من حين لآخر لغرض سياسي أو حتّى أمني، وهناك من تساءل عن صدقية الرواية، اذ من المفترض أن تتولّى مصالح البريد بالاشتراك مع المؤسّسة الأمنية اعلام الناس بالحقيقة كاملة..