و نحنا نحضّروا في الطواول و الدجاج المحشي و المشروبات بأنواعها و الڨاطوات بأشكالها ... إستوقفنا سيادة رئيس الجمهورية في كلمتو بمناسبة حلول السنة الجديدة 2019. .
تعرض رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمته التي هنأ فيها الشعب التونسي بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة الى عديد القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تشغل بال المواطنين. وقد ركز بالخصوص على ضرورة توفر شرطين أساسيين لتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في ظروف معقولة. هذان الشرطان يتعلقان باستكمال انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية وبانتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات فضلا عن تجديد ثلاثة من أعضائها..
لم تكن سنة 2018 مكتملة في أزمتها، فالمشاكل التي تعيشها البلاد، لم تنته ليلة احتفال التونسيين مثل كلّ دول العالم برأس السنة الميلادية، فالفصل بين السنوات هو مجرّد فصل اجرائي، ولكن في مستوى سيرورة التعاطي السياسي والاقتصادي والاجتماعي ... فإنّ البنية التاريخية غير منفصلة بل هي في حالة تتطوّر ونموّ متواصل، التطوّر هنا لا يعني التقدّم وهو ليس في اتجاه واحد بل يمكن أن يكون في كلّ الاتجاهات. .
ينتهي 2018 على وقع الاحتجاجات الاجتماعية و التحركات السياسية و يبدأ 2019 حاملا مزيجا من الأمل و الخوف . سنة 2019 ستكون سنة ترسيخ المسار الديمقراطي التونسي بالانتخابات التشريعية و الرئاسية . لكنها ستكون ايضا سنة صعوبات إجتماعية و إقتصادية هيكلية مازلنا لم نجد لها بدايات حلول..
كم هو شبيه وضعنا بوضع امرأة رفاعةَ القُرَظِيِّ جاءَت إلى الرسول فقالت : يا رسولَ اللهِ ، إن رفاعةَ طلقَني فبَتَّ طلاقي ، وإني نكحتُ بعدَهُ عبدَ الرحمنِ بنِ الزبيرِ القرَظِي ، وإنمَا معَهُ مثلُ الهُدْبَةِ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لعلكِ تريدِينَ أنْ ترْجِعي إلى رفاعةَ ؟ لا ، حتى يذوقَ عُسَيْلَتِكِ وتذُوقي عُسَيْلَتَهُ. سبع سنوات مكتملة مرّت على هذه المعاشرة مع الإخوان، وفرض علينا أن نذوق عسيلتهم التي لخّصها زعيمهم في بلاغة كبيرة في لفظ " التدافع" لفظ كان غريبا على الكثيرين لكنّه معروف عند العارفين بسيرتهم، فأدركوا أنّها وإن كانت زيجة " ضيزى" فلن ينجو منها سياسي ولا مثقّف ولا عامّيّ، مثلما أدركوا أنّهم قادمون لا محالة على تجربة " المحنة الكبرى"..
عقاب العام ولاّ راسو ديمة هالفترة صعيبة : العبد ياقف بينو و بين روحو و يبدى يقيّم فلّي صار و لّي تعدّى ولّي مالازموش يتعاود. ساعات عبد عقاب العام يقرّر يبعد ولاّ يقرب من حاجات ولاّ عباد نفعوه ولاّ ضروه . و كيف تزيد مع هذا الكلّ الامطار و السحب الرعدية و تقرير دائرة المحاسبات و قانون المالية و الكتلة النيابية الي طاعنة في الدستورية و التحالفات السياسية و الشجرة العايلية و احتجاجات الناس المنسيّة و الاضرابات العمّالية عبد لازمو موش ياقف بينو وبين روحو : لازمو يتمدّ و يعيّط لفرويد ثمّاش ما يتجاوز حالة من القرف أصبحت وطنية..
اهتز المجتمع التونسي هذا الاسبوع على وقع حادثتين شنيعتين راح ضحيتها الأولى شاب من أصل ايفواري مقيم بالعاصمة فيما راح ضحيتها الثانية شاب تونسي مقيم بمدينة القصرين. ورغم بشاعة هاتين الحادثتين فقد سعى البعض من التونسيين للأسف الى التقليل من شأنهما وتتفيهما وتقديمهما في صورة الحادث العابر. كما سعى البعض الآخر متحررا من كل النوازع الانسانية ومن الضوابط الأخلاقية الي استثمارهما في تجاذب سياسي يعصف بالبلاد منذ أشهر عديدة وأصبح ينذر بالكارثة الوشيكة..
لم يكن الشاب عبد الرزاق الزرقي، حالة استثنائية في السياق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تعيشه القصرين والعديد من ولايات الجمهورية، فهو صورة ما لكلّ واحد منّا..
بإضرامه النار في جسده يوم 24 ديسمبر 2018، خلّف عبد الرزاق الزرقي وراءه حرقة كبيرة لدى أبنائه اليتامى والكثير من الغضب وأسئلة عديدة يتداولها الجميع لكن لا أحد يملك لها جوابا. .
هو حديث قديم جديد ذكّرتني به أمور جمّة: ذكّرني به هؤلاء الذين انتظروا من يرشّحهم علماء علينا، وما أكثرهم بعد الثورة ، فطال انتظارهم ولذلك قرّروا أن يُجلسوا أنفسهم على كرسيّ " العلم" أي في معنى الإفتاء. .
كلّ عام و تونس بخير ... كلّ عام و الديمقراطية الفعلية ( موش الّي نزيّنو بيها فترينتنا الي يتخبى وراها دكتاتور مقموع) بخير... كل عام و الحرية بأنوعها بدومانتها المتعددة بخير ... كلّ عام و الكرامة (موش متع الصندوق) بخير ....
مع اقتراب الاحتفالات بالذكرى الثامنة للثورة، تواترت وتسارعت تصريحات القيادات الاسلامية. وكانت كلها تصب تقريبا في خانتين اولهما تمجيد الثورة وتعداد مناقبها مع ابراز دور الحركة الاسلامية في نجاحها ابان اندلاعها وخلال السنوات الثمانية الماضية التي تلتها. وقد ذهبت احد القيادات الاسلامية الى القول ان حركة النهضة هي التي اهدت الحرية الى الشعب التونسي فيما لم تخجل قيادية اخرى من حزب النهضة من التأكيد أن حركتها هي التي شيدت القناطر ومدت الطرق. أما الملف الثاني الذي تركزت حوله تصريحات القيادات الاسلامية فيتعلق بالتعويضات وأحقية الاسلاميين بها وعدم قبولهم بمناقشة الموضوع أو مراجعته. .
تعيش تونس على وقع الذكرى الثامنة لاندلاع الانتفاضة الثورية في 17 ديسمبر 2010، بعد أن كانت الآمال متجهة الى تحقيق دولة العدالة والرفاه والحقوق والحريات. .
منذ ثمانية أعوام، وتحديدا يوم السابع عشر من شهر ديسمبر 2010، أحرق شاب نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على قرار اداري بمنعه من الانتصاب. بعد أيام من تلك الحادثة يفرّ رئيس الجمهورية تاركا البلاد للمجهول. .